المطران عطالله حنا-
زمن التريودي هو زمن التهيئة للولوج إلى الصوم الكبير فالقيامة المجيدة. إنّه زمن مباركٌ نتعلّمُ فيه الفضائلَ العُظمى كالتوبة والتواضع ومحبّة القريب، التي من خلالها نستطيع أن نصل الى قلب الله، داحضين الرذائل المضادّة كالكبرياء وشهوة الجسد وحُبّ العالَمِ وملذّاتِه.
يأتي السارقُ في ساعةٍ لا يُدرِكُها الإنسان، فيحاسَبُ هذا الأخيرُ ويُدانُ على أفعالِه في هذه الدنيا: فإذا كانت أفعالُه خيِّرةً يكون في صفّ اليمين، الخراف؛ وإذا كانت سيّئةً فنصيبُه الصفُّ اليسار، الجِداء.
فهلمَّ يا إخوة نُسارع لكي نكتسب ونمارس الفضائل كما فعل العشّار المتواضع والاِبن الضالّ التائب والعائد إلى حضن الآب، ونسعى جاهدين بأن نكتسب خدمة أبناء الله ونعزّيهم بكلّ الطرق، إن كان بزيارة المرضى منهم أو عيادة السجناء القابعين في السجون أو إعالة الفقراء والمُعوَزِين وكَسْوُهم، لكي نكون كما يقول القدّيس باييسيوس أحياء ومالكين مع الله.
فإنّ هذا القدّيسَ عندما سأل الله:
أيجب أن نهتمّ بحياتنا الروحيّة في البرّيّة فقط بعيداً عن الناس؟
أم يجب أن نخدم الناس ونساعدهم مع الاِهتمام قليلًا بحياتنا الروحيّة؟
كان جواب الله:
إنّ الذين يهتمّون بالناس وبحياتهم الروحيّة هم أصدقائي ومالكون معي، أمّا الذين يهتمّون يحياتهم الروحيّة فقط فهم تلاميذ لي. والاثنان لديهما الأَجْرُ نفسُه.
اللهمَّ ساعِدْنا لكي نقتنيَ هذه الفضائل المذكورة أعلاه، ونسعى لها لكي نستأهل أن نملك معك عندما تأتي في نصف الليل وعلى غفلة لكي تدين كلّ العالم. آمين
