زياد الرموز-

…ويرحلون دون استئذان دون وداع، ويرحلون دون أي شيء،تاركين كل شيء حتى اجسادهم، يرحلون دون موعد دون حقائب دون تذاكر سفر، يرحلون بصمت، وأي صمت، ويرحلون…..

ويجرف رحيلهم ما تجرفه العاصفة عند هبوبها فنستيقظ بعدها على ذكريات مبعثرة على ارصفة الحياة، وحاضر يتخابط على ابواب مخلعة، ومستقبل يتسول بين ازقة مجهولة الهوية.

ويا لرحيلهم !!!

علمني ان الموت حقيقة …..

علمني ان الموت لا ينتظر…ولا يعود عن قراره

علمني ان الموت لا يتكلم …ولا يعطي فرصة

علمني وعلمني

علمني ان الحياة قصيرة جدا امام الموت الذي لا عودة منه

علمني ان اتمسك بالأحياء اكثر فأكثر قبل ان يأخذهم مني

علمني ان اقول لهم واسمع منهم قبل ان يأخذهم مني

علمني ان احبهم اكثر واكثر واكثر،

علمني ان كل شيء باقي الا نحن

فأستبق الوداع قبل الوداع

فيا ايها الموت ايها المعلم العظيم رغم جباروتك وقدرتك على خطف كل شيء ، فاتك ان المحبة والوفاء يبقيا معا” شعلة مضاءة لا تنطفىء شعلة نصلي من خلالها ونستذكر ارواحهم الطيبة، شعلة تضيء ماضينا حاضرنا ومستقبلنا، شعلة تنير ظلمة وحدتنا وقسوة الحياة فتمنحنا عزما” على الاستمرار والوقوف من جديد نصارع ونواجه ونصمد بوجه عواصف الحياة الى حين استقرارنا على شاطئ الامان حيث أحبائنا يستلقون عليه من عنائها.

فلا داع للبكاء ولا داع للحزن فالبارحة بكوا عليهم ، اليوم نبكي على الذين بكوا، وغدا يبكون علينا…

راحلون راحلون… فانتهزوا فرصة وجودكم ووجودهم احياء وتشاركوا معهم الحياة بفرح ومحبة، استمتعوا وكافحوا بمصاعبها… فأنتم وحدكم اصاحب القرار….. والى حين اللقاء نصلي بكل محبة ووفاء الى كل من سبقنا الى شاطئ الأمان.