في حدث غير مسبوق، شهدت بيروت في 16 حزيران 1908 أول ظهور للسيارة في شوارعها، ما أثار دهشة الأهالي وفضولهم. فقد وصل الخواجا فيليب سكاف، أحد نزلاء الشام، من الإسكندرية على متن باخرة فرنسية، وكان برفقته سيارة (أوتومبيل)، ما مثّل نقلة نوعية في وسائل النقل آنذاك.
قاد سكاف سيارته باتجاه مدينة صيدا لتجربتها، فاستغرق في الذهاب ساعتين وثلث، بينما استغرقت رحلة العودة ساعة وأربعين دقيقة، رغم ازدحام الطرق واعتراض الناس له في كلا الاتجاهين. وقد أوردت صحيفة “لسان الحال” في عددها الصادر بتاريخ 17 حزيران 1908 تفاصيل هذه الرحلة، مشيرة إلى أن زمن الرحلة كان يمكن أن يكون أقصر لولا التجمهر الكبير حول السيارة.