في الحرب العالمية الأولى 1918-1914 وقعت مجاعة “سفر برلك ” التي حصلت في لبنان ويومها ففتحت البطريركية الأرثوذكسية في دمشق أبوابها لإطعام الجياع والوافدين من العاصمة بيروت، بدون أي تمييز بين دين أو مذهب.
وقد أصبح سعر القمح مرتفعا جدآ ومن النادر وجوده مما دفع البطريرك غريغوريوس حداد (-1869 (1928إلى رهن أوقاف البطريركية والأديرة السورية كلها. وباع مقتنيات وأواني الكنائس الذهبية والفضية ليشتري القمح كما باع آثار ومقدسات مسيحية حتى ينقذ أرواح الناس من شبح المجاعة. وكان كل من يحضر الى الكنيسة المريميَّة يأخذ رغيف خبز كلَّ يوم دون سؤاله عن ديانته.
ويروى أنَّه في يوم ما اشتكى المسؤول عن توزيع الخبز من كثرة عدد المسلمين الذين يحضرون لأخذ الخبز، وأنَّ عددهم أصبح أكبر من عدد المسيحيين.
فرفع البطريرك الرغيف عاليًا بين يديه وسأل موزع الخبز: هل كتب عليه للمسيحيين فقط؟
فاجابه: لا
فقال له البطريرك: عليك توزيع الخبز بمعدل رغيف يومي لكل إنسان يريد.
وفي يوم من الايام حضر فقير يطلب من البطريرك حسنة، فسأله واحد من الإكليريكيين المرافقين للبطريرك عن ديانته…
فثارت حفيظة البطريرك وقال: هل تمنع عنه الصدقة إذا كان من ديانة غير ديانتك ؟! .. ألا يكفيه ذُلاً أنه مدّ يده اليك لتُذِلَّه بسؤالك عن عقيدته؟!
توفي عام 1928 وشارك في تشييعه قرابة 80 ألف مسلم.
وقد أرسل الملك فيصل أرسل 100 فارس من الخيالة الملكية الى دمشق حتى يشاركوا في مراسم التشييع. كما أطلقت الحكومة السورية 100 طلقة مدفع. وبكى عليه المسلمون قبل المسيحيين وكان المسلمون يلقبونه بـ “أب الفقراء”
Share via: