أريد أن أبدو حقيقية

You are currently viewing أريد أن أبدو حقيقية
كثيرًا ما أسمع عبارة: “يد المرأة تفضح عمرها.”
وإن لم تكن يداها، فسيكون عنقها، أو ملامح صدرها، أو تلك التجاعيد الدقيقة التي تحيط بعينيها…
دائمًا هناك ما “يكشفها”.
لكن لماذا يجب أن يكون العمر سرًا نخفيه؟ ولماذا يُنظر إلى التجاعيد وكأنها عيب يجب التستر عليه؟
لماذا صارت نعومة الجلد أثمن من اللطف؟
ولماذا نخشى التجاعيد أكثر مما نخشى الجهل؟
ولماذا يبدو الشيب أكثر فزعًا من البرود؟
كل خط في وجهي هو أثر لِحُبٍ عشته، أو فَقدٍ بكيتُه، أو ليلةٍ سهرتها قلقةً على ابني، عاشقةً لكتاب، أو غارقةً في الذكرى.
هذه التجاعيد ليست عيبًا… إنها شهادات حياة.
الغريب أننا نُطلق على الرجل ذو الشعر الرمادي: “وقور” أو “جذّاب”،
بينما نصف المرأة في مثل عمره بأنها “أهملت نفسها”.
يد الجد المرتعشة تُحرّك مشاعرنا،
أما يد الجدة… فـ”تكشف عمرها”!
أنا لا أخجل من سِنّي.
ولا أسعى لأن أبدو “شابة إلى الأبد”.
بل أريد أن أبدو حقيقية.

اترك تعليقاً