ميخائيل نعيمة –
أقول للمصلين و لطالبي الإصلاح أينما كانوا ومن أي أمة أو ملة كانوا : أصلحوا أنفسكم يصطلح العالم . أو أذكرهم بالقول المأثور : أيها الطبيب طبّب نفسك .
إن في استطاعة مبصر واحد أن يقود ألف أعمى . ولكنه ليس في استطاعة ألف أعمى أن يقودوا مبصراً واحداً . فكيف بالعميان يقودون العميان ؟ . و إنه لفي استطاعة عالم واحد أن يعلّم ألف جاهل وليس في استطاعة ألف جاهل أن يعلموا عالماً واحداً . فكيف بالجهّال يعلّمون الجهّال؟ كيف لمن أباح نفسه للذل ؛ أو للظلم ؛ أو للجشع أو للكذب ؛ أو للدعارة أن يعلّم غيره الأنفة والعدل والقناعة والصدق والطهارة ؟ لئن طاوعه لسانه فأعماله لن تطاوعه . وأعماله تخبر عنه بفصاحة أين منها فصاحة لسانه. لا،، لن يكون إصلاح في الأرض بغير صلاح. ولن يكون صلاح إلّا إذا حاسب كل نفسه عن كل ما يعمل ويفكّر ويشتهي وينوي في كل لحظة من حياته . فبالأعمال والأفكار والشهوات والنيّات تتحدّد علاقات الناس بعضهم ببعض ؛ وعلاقاتهم بالكائنات من حولهم . فهي صالحة أو طالحة على قدر ما تكون الأعمال والأفكار والشهوات والنيّات صالحة أو طالحة . وصلاح هذه أو طلاحها مردهما إلينا أولاً قبل أن يكون إلى حاكم يحكمنا أو تاجر نبتاع منه سلعةً من السلع أو جار نتعاون وإياه على قتل الوقت . فليس من يعرف طريقنا مثلنا . والمثل يقول : صاحب البيت أدرى بالذي فيه.
