أم النعم السريعة الإجابة

الأيقونة البحمدونية العجائبية”: “أم النعم السريعة الإجابة”
 
تمجدت هذه الأيقونة العجائبية منذ القرن الأول لميلاد المسيح بوفرة عجائبها. فهي من أشهر أيقونات والدة الإله العجائبية في سائر أنحاء الإمبراطورية الرومانية الشرقية الأرثوذكسيّة. لأنها الطبيب الشافي في الأمراض الصعبة والأدواء الوافدة والمعزية الحنون للحزانى في أوقات المصائب والشدائد والمساعدة القوية للمجاهدين في سبيل الإيمان الأرثوذكسيّ الشريف المقدس. النصيرة السريعة في الدواهي والملمات. والصائنة لطهارة العائلات. والغنى للفقراء والقوية للضعفاء والفرح للمغمومين، والمعنية بالأطفال ،والهادية للجهلاء والضالين. والرجاء للبائسين.
فبالصلاة أمام هذه الأيقونة البحمدونية العجائبية أبصر العميان وسمع الصم ونطق البكم واستقام الحدب وقفز العرج وشفي المصدرون والمسلولون وجميع المصابين بأنواع الحميات وتشويهات الأعضاء البدنية
 
عرف أهالي بلدة بحمدون قوة والدة الإله فعظموها وكرموا ايقونتها المقدسة المباركة من الله بتشييدهم لها كنيسة عظيمة. ان هذه الأيقونة البحمدونية العجائبية إنما هي نسخة طبق الأصل عن الأيقونة الراحمة التي صورها القديس لوقا الإنجيلي في السنة الخامسة عشر بعد صعود الرب إلى السماوات وعرفت فيما بعد باوديغيتريا في المدينة العظمى المقدسة القسطنطينية وفي اللغة العربية القائدة وهي التي يجب الصلاة أمامها خلال البراكليسي الصغير والكبير وخلال خدمة المديح لوالدة الإله وام النور.وتذكر في الصلاة هكذا لتصمت شفاه الكذبة الذين لا يسجدون لايقونتك المقدسة المباركة من الله قائدة العميان التي صورها لوقا الإنجيلي الكلي الطهر…وهي من بدائع فن التصوير في القرن الخامس لميلاد المسيح وقد تم نقلها من المدينة العظمى المقدسة القسطنطينية بسبب حرب الايقونات وقد ظهرت على شاطئ البحر بالقرب من مدينة كورنثوس سنة 1147 لميلاد المسيح محمولة على أيدي الملائكة القديسين محفوظة من عطب الماء وذلك يوم عيد البشارة شرقي.وفي سنة 1554 لميلاد المسيح نقلت إلى مدينة الله إنطاكية العظمى قاعدة كرسينا البطريركي الأنطاكي المقدس على يد المتوحد بوليكربس وفي أنطاكية افاضت نعما وعجائب لا تعد ولا تحصى حيث اكتسبت اسم أم النعم. وفي اليوم الثاني من شهر تموز من العام 1857 أصدر المثلث الرحمات ايروثيوس البطريرك الانطاكي طرس بطريركي يقضي بنقل أيقونة القائدة أم النعم من إنطاكية إلى بحمدون في أبرشية بيروت ولبنان للروم الأرثوذكس بعد مطالبة أهالي بحمدون للبطريرك ايروثيوس.
 
 
في صيف 1857 سيطر على بحمدون والقرى المجاورة “الهواء الاصفر” ومات الكثير من سكان المنطقة عندها نزل ايروثيوس البطريرك من دمشق إلى بحمدون وحمل الأيقونة المقدسة المباركة من الله القائدة ومشى في زياح في الشوارع وزار بيوت المصابين بالمرض المخيف وانتدبهم ايروثيوس البطريرك لإقامة الابتهال لوالدة الإله وباركهم فتحقق في اليوم نفسه شفاء أهل القرية بمساعدة القائدة والدة الإله وام النور. ونتيجة مطالبة الأهالي بالايقونة أصدر ايروثيوس الطرس السابق ذكره.
وأمام هذه الأيقونة صلى البطريرك غريغوريوس الرابع حداد يوم مرضه المشهور في عينيه وظهرت له يومئذ وشفته من هذا المرض الوبيل.
 
وقد كرس المثلث الرحمات إيليا كرم متروبوليت جبل لبنان للروم الأرثوذكس الكنيسة التي شيدها لإكرام الأيقونة البحمدونية في احتفال كبير حضره ممثل الكلي القداسة البطريرك المسكوني بنيامين الأول بطريرك القسطنطينية وخريستوفوروس بطريرك الاسكندرية وأفريقيا والكسندروس الثالث طحان البطريرك الأنطاكي واثيناغوروس رئيس أساقفة سبسطية ممثل البطريرك الاورشليمي تيموثاوس وممثل البطريرك ألكسي الأول بطريرك موسكو وسائر روسيا المقدسة.
ولما كان جلالة ملك اليونان جاورجيوس الثاني قد غادر عرشه في أثينا بسبب احتلال الألمان لليونان في الحرب العالمية الثانية 1939-1945 فذهب إلى الإسكندرية فقام المثلث الرحمات إيليا كرم متروبوليت جبل لبنان واطلع جلالته على أعاجيب هذه الأيقونة المقدسة فنذر جاورجيوس الثاني أن يقدم لها تاجا من الذهب اذا أعانه الله بتوسلاتها واستعاد عرشه وقد تحقق الطلب بعد سنة واحدة. وقد بر جلالته بنذره فبعث بتاج الذهب إلى نيافة المطران إيليا كرم مكلفه أن يتوج الأيقونة العجائبية عنه.

اترك تعليقاً