نظم المركز الثقافي في عجلتون، لقاء أدبيا في صالون كنيسة مار زخيا، في أمسية ثقافية مميزة غمرتها أجواء الفكر والألفة، جمعت نخبة من المثقفين والمهتمين بتاريخ المشرق وصلاته الروحية بفرنسا.
استهل اللقاء بكلمة ترحيبية للأب عبده أبو خليل ممثلا سيادة المطران بولس روحانا، راعي أبرشية صربا المارونية، نقل فيها بركة المطران وتقديره لهذه المبادرات التي تعيد إلى الأذهان جذور الصداقة الروحية بين الشرق والغرب، مؤكدا أن “الثقافة تبقى الجسر الأجمل للتواصل بين الشعوب، وأن الحوار الثقافي هو السبيل الأرقى لتعزيز التفاهم بين الأمم وتثبيت قيم السلام والإنسانية”.
وتلتها مداخلة الكاتبة والباحثة الفرنسية كارين ماريه (Carine Marret)، التي قدمت كتابها الجديد بعنوان” “Les Chrétiens d’Orient et la France – Mille ans d’une passion tourmentée”، (المسيحيون المشرقيون وفرنسا: ألف عام من شغف مضطرب).
وفي عرضها، قادت ماريه الحضور في رحلة تاريخية شيقة امتدت من زمن الحروب الصليبية إلى العصر الحديث، متتبعة خيوط العلاقة المعقّدة بين فرنسا والمسيحيين المشرقيين، التي جمعت بين العاطفة والسياسة، الرسالة الروحية والدور الحضاري. وأشارت إلى أن “هذا الارتباط، رغم ما مر به من اضطرابٍ وأزمات، ما زال يحمل في جوهره قيمة إنسانية وروحية تعبر عن لقاء الإيمان بالثقافة عبر العصور”.
أدار الحوار المتخصص في العلاقات بين الكرسي الرسولي ولبنان الدكتور ناجي قزيلي، الذي أضاء على البعد الديني والدبلوماسي في هذه العلاقة التاريخية، مبينا كيف شكل لبنان عبر القرون جسر تلاقي بين الشرق والغرب، وملتقى للحضارات والثقافات المتنوعة، ومختبرا للتعايش الروحي والفكري.
وشهدت الأمسية نقاشات غنية وتفاعلية تناولت مستقبل الوجود المسيحي في المشرق، ودور فرنسا في دعمه، إضافةً إلى أهمية الثقافة في صون الهوية والحفاظ على التاريخ المشترك بين ضفتي المتوسط.
واختتم اللقاء بجلسة توقيع للكتاب، تبادل خلالها الحضور مع الكاتبة كلمات الشكر والإعجاب، تلتها لحظات ود ونخب المناسبة، في أجواء غمرها عبق الفكر ودفء الصداقة اللبنانية– الفرنسية.