اقامت مدرسة “بيت الموسيقى” في “النجدة الشعبية اللبنانية” أمسية موسيقية، أحيتها الطالبة ماري الشامي بأسلوب “مدرسة موسيقى النهضة العربية”، نالت فيها ديبلومها الموسيقي في العزف على آلة السنطور بدرجة ممتاز، وهو أول ديبلوم موسيقي يمنح لأنثى على آلة السنطور في لبنان، في حضور الاهل وحشد من الطلاب ومحبي الثقافة والموسيقى.
استهلت الامسية بترحيب من المدير العام لـ”بيت الموسيقى” الدكتور هياف ياسين، شاكرا الحضور على “وجودكم وثقتكم بالمنهاج الموسيقي المعتمد في مدرسة “بيت الموسيقى”، مشيدا بمسيرة الطالبة الشامي، “التي اعتلت خشبة المسرح لأول مرة بعمر الرابعة، تعزف بها بأناملها البريئة أنغاما أصيلة من الموسيقى المقامية في المشرق على آلة السنطور الساحرة، وبعد 13 عاما من الجد المتواصل والمعجون بالعشق لهذه الموسيقى ولآلة السنطور تمكنت ماري من الوصول إلى لحظة التخرج اليوم”، مذكرا بخصالها “الأخلاقية الرفيعة والحميدة وأدبها ولطفها وتهذيبها وموهبتها الموسيقية المبهرة”.
وشرح ياسين طبيعة البرنامج الموسيقي المراد تقديمه وشروطه، موضحا ماهية البرنامج الأكاديمي الموسيقي الذي تتبعه المدرسة ويستقي مساره من موسيقى عصر النهضة العربية والمبني على إظهار قدرة الموسيقي على توليد نصوص موسيقية لحنية طارئة ومرتجلة آنية بشكل صحيح، شاكرا “أعضاء اللجنة على حضورهم لتحكيم هذا اللقاء، وهم عازف العود القدير والمطرب أسامة عبد الفتاح وهو عضو مجلس إدارة “بيت الموسيقى”، والأستاذ جاد فياض وعضو مجلس إدارة “بيت الموسيقى” الدكتور حنا جوخدار”.
ثم قدمت الشامي برفقة زميليها إيلي بشور على آلة العود وآندريس الترس على آلة الرق، ثلاث وصلات موسيقية عزفية كاملة بحسب أسلوب موسيقى عصر النهضة، من مقامات: البياتي ثم الراست ثم الحجاز كار، أظهرت فيها الشابة الطموحة براعة مميزة وموهبة متقدمة وقدرة على التحكم والإبداع في أداء القوالب الثابتة التلحين كالبشارف والسماعيات، كما في أداء القوالب المرتجلة كالتقاسيم المرسلة، وفي أداء القوالب الهجينة المتواترة بين الثابت والطارئ كالتحميلات والرقصات والتقاسيم الموقعة على ضروب إيقاعية مختلفة، حيث أسرت عقول الحاضرين وخطفت قلوبهم على مدار أكثر من ساعة متواصلة.
بعدها تعاقبت اللجنة على سلسلة من المطالب الموسيقية الخاصة والمفاجئة، حيث استطاعت الطالبة الشامي الإجابة عنها بالكثير من الدقة والخبرة الموسيقية والمعرفة والذكاء والمهارة. هكذا امتدت الحفلة لقرابة الساعتين، بمتابعة كل الحاضرين، لتعلن في النهاية النتيجة “درجة ممتاز”، فسلمت الشهادة وأخذت الصور التذكارية.
يذكر أن الشامي وجهت خلال الأمسية، تحية موسيقية خاصة مع زميليها إيلي وآندريس إلى روح الفنان المبدع زياد الرحباني.