إلى الممثل يوسف الخال رزقُكَ بكرامتكَ … وإلّا تصبحُ فأرَ تَجارب !

You are currently viewing إلى الممثل يوسف الخال رزقُكَ بكرامتكَ … وإلّا تصبحُ فأرَ تَجارب !
عبد الغني طليس-
بين أن تكون فناناً يُداري ويُماري ويُجاري ولا تَفهم من كلامه شيئاً لشدة اعتماده على الديبلوماسية والنفاق في الآراء..
أو أن تكون رجُلاً حرّاً صاحب صرخةٍ مبنية على الحق كما تراه، وعلى عِلْمك وتجربتك ومعرفتك بالأشياء، كالممثل يوسف الخال، مسافة واسعة ..
ويعرف يوسف الخال ابن يوسف الخال إبن مها بيرقدار أنه قد يجلس بلا عمل، وأن المنتجين للدراما والمسلسلات لا يحبون أصحاب الرأي الصادقين ولو كانوا مبدعين عباقرة، بل يعشقون المتلوّنين المادحين، ويؤمنون لهم الفُرص المبَهبِطة عليهم لا لشيء إلا لأنهم “قَدّ إيديهم”…ومع ذلك يهبّ كالنار المستعرة في الكشف عن قناعاته السياسية والفنية والاجتماعية والإعلامية ولا يهاب إلا الله..
وأدركُ يا يوسف أن ما سأقوله صعب وحارق، لكنها الحقيقة: عليك أن تدبّر لك عملاً آخَر في التجارة مثلاً يدرّ عليك ربحاً يُعَيّشُك براحة تامة، فيبقى عملك في التمثيل خاضعاً لمزاجك أنت لا مزاج المنتجين، وتبقى مهنة التمثيل هواية، ورزقك يأتي من مكان آخَر.
يا يوسف، “مَنْ ساواك بنفسه ما ظلمَك”، فأنا منذ عشرين عاماً أدركتُ أن الصحافة ذاهبة إلى المزابل، تمويلاً ونوعيةً ومواهبَ وتأثيراً، فتدبّرت مصدر رزق آخر، أكثر أماناً وضماناً، وذهبت إليه، وبقيت الصحافة عندي هواية مقرونة بأربعين عاماً من التجربة. وإلى الآن أمارس الصحافة على الفايس بوك وقرائي الحمدلله بالآلاف، وكفاني ربك شرّ القتال في صحافة معلّقة بأذيال دوَل نفطية تأمر وتنهي كأنها آلهة، وتستعبد الكتّاب بتراب المصاري!
يا عزيزي يوسف،
أهم الصفات التي فيك أنك صادقٌ، وأنك ذكي، وأنك بالخبرة حملتَ علماً ، وأنك مصرّ على مواقفك الطالعة من عقل. لذلك أتمنى لك الحياة الطيبة، والأمان، والنجاح، وأن تبقى تدافع عن الحق والخير والجمال.. ومتل إجْرَك الدوَل والمنتجين والمهنة كلها. فالرزق الذي لا يأتي بالكرامة أولاً، يصبح آخِذُهُ أجْبَنَ من فأرِ تَجارب !

اترك تعليقاً