شهدت مصر، مساء السبت، افتتاح المتحف المصري الكبير، في حدث ثقافي وحضاري استثنائي استقطب اهتماماً عربياً ودولياً واسعاً، وأثار تفاعلاً كبيراً عبر منصات التواصل الاجتماعي. وقد تباينت ردود فعل النشطاء بين الإشادة بالعروض الفنية والتقنية التي رافقت الافتتاح، وبين التركيز على الخطاب الرسمي للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بالإضافة إلى تسليط الضوء على مستوى التمثيل الدبلوماسي الرفيع الذي حضر المناسبة من الدول الصديقة، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية.
وركّز عدد من المتابعين على العروض الاحتفالية المصاحبة، معتبرين أنّ الافتتاح يُعد لحظة مفصلية تستعيد فيها مصر مجد حضارتها، فذهب بعضهم إلى القول إنّ “مصر جاءت ثم جاء التاريخ”، في تعبير عن عمق الحضور الحضاري المصري وامتداده في الوعي الإنساني.
كما حظيت كلمة الرئيس السيسي بمتابعة واسعة، إذ أكّد خلالها أنّ هذا الحدث يمثّل “فصلاً جديداً من تاريخ الحاضر والمستقبل”، مشدداً على أن المتحف المصري الكبير يُعد “أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة”، في إشارة إلى الحضارة المصرية القديمة التي “لا ينقضي بهاؤها”. واعتبر السيسي أن هذا الصرح الحضاري يُجسّد عبقرية المصري القديم الذي شيد الأهرام ونقش سيرة الخلود على جدران التاريخ، وأنه ليس مجرد متحف لحفظ الآثار، بل شهادة على عمق الجذور المصرية وإشعاعها الإنساني المتواصل عبر العصور.
وتقدّم الرئيس المصري بالشكر إلى الدول والمؤسسات الدولية التي ساهمت في إنجاز المشروع، مثمناً على وجه الخصوص الدعم الياباني الكبير الذي رافق مراحل بنائه وتطويره.
وفي السياق ذاته، برز حضور الوفد السعودي الذي ترأسه وزير الثقافة السعودي نيابةً عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان. ونشر الوزير تدوينة عبر منصة “إكس” أعرب فيها عن فخره بالمشاركة في هذا الحدث العالمي، ناقلاً تحيات القيادة السعودية إلى الرئيس المصري وتمنياتها لمصر بمزيد من التقدّم والازدهار.
وبهذا الافتتاح، تدخل مصر مرحلة جديدة في مسيرتها الثقافية والسياحية، مؤكدةً دورها المحوري في حفظ الإرث الإنساني وعرضه للعالم، وتعزيز حضورها على خريطة الثقافة العالمية.
