الأحد الثاني بعد الدنح

الخوري نسيم قسطون

في إنجيل اليوم (يوحنا 1: 35-42)، سمع تلميذا يوحنّا المعمدان كلامه فتبعا الربّ الّذي دعاهما قائلاً: “تَعَالَيَا وأنْظُرَا”، فأَقَامَا “عِنْدَهُ ذلِكَ اليَوم” الّذي، في نهايته، أَنْدرَاوُسُ، أَخُو سِمْعَانَ بُطْرُسَ، أَحَدَ التِّلمِيذَيْن، لَقِيَ أَخَاهُ سِمْعَان، فَقَالَ لَهُ: “وَجَدْنَا مَشيحَا، أَيِ الـمَسِيح”.

إن التأمّل بإنجيل اليوم يظهر أنّ من رام الوصول إلى يسوع عليه، على مثال التلميذين، أن ينظر إلى “حيث يقيم” الربّ، أي يتقرّب من الله بالطريقة التي أرادها الله والربّ يسوع أوضح بأنه هو “الطريق والحقّ والحياة” (يوحنا 14: 6).

إن تقليد الكنيسة أظهر لنا بوضوح أنّ من أراد معرفة يسوع عليه أن يتعمّق في كتابه المقدّس وأن يتغذّى من القربان وأن ينظر إلى وجه الفقير والمظلوم والمحتاج على أنّه وجه يسوع إذ أنّ الله أودع في الإنسان صورته ومثاله!

عمليّاً، تمرّ أيّامٌ كثيرة نلتقي فيها الربّ بالقربان أو بالصلاة أو بالكتاب المقدّس ومع هذا لا نشعر بحرارة اللقاء التي شعر بها أندراوس ورفيقه.

ربّما إعتدنا على حضور الربّ أو إنّ اللقاء به أضحى من مجموعة لقاءات “الواجبات” أو “الإجتماعيات” ولكن في إطارٍ روحيّ، تفتقد إلى هذا الإحساس بالتغيير وبحرارة الإيمان التي تلمس القلب والوجدان والضمير!

هذا يعني أنّنا لن نعرف الربّ بشكلٍ صحيح إلّا إذا فكّكنا سور أحكامنا المسبقة وآرائنا الشخصيّة كي نفكّك جليد “روتيننا” الرّوحيّ، فندخل، من جديد، في دفء العلاقة مع الله حيث هو لا حيث نريده أن يكون…

ربّما علينا في هذا الأحد أن نعيد إلى حياتنا روح التجدّد الدّائم في كلّ مرّة نلتقي الربّ في الصلاة أو في أعمال الرّحمة ليعود إلينا نبض القلب كلّما إلتقينا به!

من وجد الربّ يسوع لن يحتاج إلى الوقت كي يكتشف السعادة والسّلام وهذا ما شعر به أندراوس حين حمل البشارة إلى أخيه… فهل سنحمل الربّ يسوع إلى العالم بالحماس عينه؟!

اترك تعليقاً