البيوت لا تموت… لكنها تذبل

You are currently viewing البيوت لا تموت… لكنها تذبل
ما أثقل رائحة البيت بعد رحيل من كانوا يملؤونه…
كأنّ الجدران نفسها تئنّ،
كأنّ الهواء بات باهتًا، تائهًا ، يبحث عن وجوه غابت فجأة .
الوسائد تحتفظ بانطباع رؤوسهم ،
و الأغطية ما زالت تحتفظ بدفء أجسادهم،
حتى الغرف صارت تعرف الحزن ،
كل زاوية تهمس : ” هنا كانوا، و هنا لم يعودوا ” .
رائحة الطعام لم تعد شهية كما كانت،
و صوت الضحك الذي كان يتردد صار وهما ،
و حتى ضوء الشمس ، حين يدخل البيت ،
يمر بحذر… كأن لا شيء هنا يستحق أن يضيء .
البيوت لا تموت… لكنها تذبل ،
حين يغيب عنها أهلها ،
تصير مجرد جدران…
صدى خافت… و ألم معطّر بالذكريات .

اترك تعليقاً