التواضع أساس الحياة الروحية

You are currently viewing التواضع أساس الحياة الروحية

التواضع هو حجر الزاوية في البناء الروحي، إذ يُعدّ أساسًا لكل فضيلة وشرطًا لقبول الأعمال الصالحة، بينما الكبرياء هو أصل كل شرّ، ومصدر سقوط الإنسان مهما علا شأنه أو عظم علمه أو اشتدت نسكه.

أولاً: بطلان العمل الروحي بلا تواضع

  • كل نسك أو طاعة أو فقر اختياري أو علم وفير، إذا خلا من تواضع الرأي، فهو باطل وعديم الثمر.

  • بداية كل صلاح هي التواضع، كما أن بداية كل شرّ هي الكبرياء.

  • الأرواح الشريرة تعمل بدهاء على إسقاط الإنسان من خلال الكبرياء في مجاله الأقوى: الحكيم بعلمه، الغني بثروته، الجميل بجماله، والنسّاك بنسكهم.

ثانيًا: خطر الكبرياء على الروحيين

  • حتى الراهب الصامت، والممسك، والزاخر بالعلم، والمُقيم في مغارة، معرّض للكبرياء إن لم يسلك بروح الاتضاع.

  • الأعمال الروحية تصبح سببًا للهلاك إذا رافقها تعظيم الذات، لأن الكبرياء يحوّل الفضائل إلى شرك روحي.

ثالثًا: أمثلة كتابية على التواضع

  • موسى النبي، رغم عِظم رسالته ومعجزاته، شهد له الكتاب بأنه كان “وديعًا جدًا”.

  • داود الملك، مع ما له من سلطة وجمال، اعتبر نفسه “دودة لا إنسانًا”.

  • الثلاثة فتية ودانيال، أقرّوا بخجل وجوههم وطلبوا الرحمة لا الفخر، رغم برّهم.

  • بولس الرسول، رغم أتعابه العظمى وجهاده الروحي، قال: “ما احتسبت ذاتي أنني قد أخذت شيئًا”.

رابعًا: قيمة التواضع في نظر الله

  • التواضع يجتذب نعمة الله، والرب يسكن في النفس المتواضعة.

  • الكبرياء يطرد النعمة ويجعل الإنسان مرذولًا حتى وإن كثرت أعماله.

  • قال الرب: “تعلموا مني فإني وديع ومتواضع القلب”، وهو نفسه غسل أرجل تلاميذه تواضعًا.

خامسًا: التحذير من خداع الذات

  • من يظن في نفسه أنه بارّ أو مستحقّ، يخدع ذاته.

  • الرؤى والمواهب يمكن أن تتحوّل إلى فخاخ، إن لم يُرافقها فحص دائم للنفس، واعتراف بالضعف والاحتياج إلى رحمة الله.

خلاصة:

  • التواضع ليس مجرد كلمات، بل هو سلوك داخلي عميق يُعاش في الفكر والعمل.

  • الكبرياء روح مفسد، يؤدي بصاحبه إلى السقوط الأبدي، بينما التواضع يقود إلى الميراث السماوي.

  • “مغبوطون المساكين بالروح، لأن لهم ملكوت السماوات”، أما المتكبرون فـ”لهم أتون النار”.

اترك تعليقاً