علي الفهداوي-
عندما نُفي الأرمن من منازلهم، وساروا عبر الصحاري، وتركوا ليموتوا جوعاً، أصبح الرمان أكثر من فاكهة – أصبح ذكرى كرامة.
كانت العائلات تحمل البذور المجففة في المناديل، مخبأة في ملابسها – ليس للأكل، ولكن للتذكر. بالنسبة لأولئك الذين ماتوا جوعاً، كانت فكرة الرمان مثل قطرة ماء في عالم مشتعل – رمز لما كان يوماً ما، وما زالوا يعتقدون أنه يمكن أن يعود. كانت الأمهات تقول لأطفالهن، “في يوم ما، ستتذوقه مرة أخرى في سلام.
حتى في أقسى المخيمات والأراضي القاحلة، كانوا يرسمون الرمان في الرمال، ويهمسون الصلاة فوق اسمه، ويقدمون لأرواح الموتى بذور غير مرئية. لقد ذكرتهم بالحدائق في الوطن، بالموائد المليئة بالعائلة، والضحك الذي كان يتردد صدى ذات مرة تحت أشجار المشمش.
لم يعد الرمان مجرد فاكهة – لقد كانت روح أرمينيا محمولة بين أيدي الجائعين والتائهين والمنسيين – ولم ينكسر أبدًا.