مكرم غصوب –
لمّا يسمعو الناس بهالكلمة، دغري بيخطر عبالن قواس النصر أو الاكليل ع روس الأبطال.. ونحنا بس نسمع هالكلمة منتذكر القمّوط.
والقمّوط هو القضيب يلّي كنا ناكل في القتلة.. اوقات يكون قضيب رمّان بس بأغلب الأوقات يكون غار.. لأن شجرة الغار العتيقة قدّام الباب كانت الأقرب و كانت تلبّع وتعلّم ونضل ناكل قتل لينكسر القضيب عاجرينا.. قديش تكسّر عاجرينا قماميط! بيناتنا انا كنت أقل واحد ينضرب، لأن كنت عاقل وأغلب القتلات يلّي اكلتن بطفولتي كانو بسبب المساواة..
ولمّا اسأل ليش؟ ما أنا ما عملت شي؟ ليش بدي اركع مع خيي واتلبّع؟وين العدالة؟ كانت تقلّي امّي لأن لمّا بتكون غاشي (شارد وعم بتأمل) كان خيّك يكون عم يساعدني بتنضيف طقم الخيزران من الغبرة وكنت اقتنع، مش بمفهوما العدالة بس لأنو القتلة ارحم من تنضيف طقم الخيزران عحساب الغشوة… وبشجرة الغار العتيقة القدام الباب ويلّي كان كلّ الحيّ يحوّش من وراقها للطبخ، كان يبيت اكتر من 100 دوري… كلّ ليلة عالدغوش، نحضر عرس انا وبيي، نحنا وقاعدين عالدرجة تحت الشجرة… اكتر من نص ساعة العصافير تكون معجوقة وعاجقة الدني وعم تترغل وترفرف ومبسوطة وفجأة وبلحظة الكلّ يصمت ويغلّ بالشجرة وينام والصبح كمان.. عطلوع الضو يتكرر العرس قبل ما يفلّو.. كلّ عصفور يروح باتجاه وما يرجعو الا عالمبيت…
وهوني يوم، جيت من اللعب بالحرش، لقيت شجرة الغار مقصوصة.. ما سألت عن الشجرة، سألت عن العصافير… قلّي بيي قصيناها لأن وراقا عم يسودّو، بكرا بترجع تفرّخ وبيرجعو الدواري عليها… وبالفترة انا وناطرها لتفرّح، كنت طالع من ساحة الكنيسة، بلاقي صاحبي تحت الصنوبرات حد مقبرة نعوم وسلوم مكرزل، ورا بيتنا، عم يقوّص دواري عالمبيت بالخردقة…
بركض عالبيت بجيب خردقة الديانا ومنصير نتبارى مين بقوص اكتر.. نحنا نقوص والدواري ما يعرفو يفلو.. عملنا مجزرة..انتبهت بعدها انو هودي ذاتن دواري شجرة الغار يلّي ناطرهم يرجعو. كان يوم من ابشع ايام حياتي..
ومن وقتها فرخت شجرة الغار وقصيناها شي عشر مرّات وترجع تفرّخ وبعدن الناس بيجو يقطفو وراقها للطبخ ومات بيي من سنين وبعدن الدواري ما رجعو.
من كتاب ” تحت العريشه”.
Share via:
1
Share
