الموزاييك الدمشقي 

You are currently viewing الموزاييك الدمشقي 
دكتور جوزيف زيتون-
عرف الدمشقيون حرفة صناعة الموزاييك مع الفنان المبدع جرجي بيطار الدمشقي مع منتصف القرن التاسع عشر وزامنه المعلم الفنان الحرفي والنجار والحفار والصداف المبدع عبده النحات صانع الاعواد الشهير وأسرته التي سبقته واستمرت مابعده لقرنين من الزمان …
وعلى لاطشي المعلومات ولغايات طائفية وفئوية ان لايتجاهلوا هذين الرائدين وعائلة كل منهما في استمرار الابداع في المفروشات المطعمة بالصدف والموزاييك…
تميزت دمشق معهما وسواهما من الحرفيين المهرة من خلال التنوع الكبير في منتوجاتهما الخشبية المزخرفة والمطعمة بالفضة والصدف والعظم لتشكل قطع الأثاث المنزلية ومن ثم المكتبية.
وتميز الحرفي الدمشقي في هذه المهنة عن غيره من الحرفيين في المدن الأخرى مثل حلب والقدس حيث صار الطلب عليها من دمشق يتزايد مع الوقت.
وانتشرت في تلك الفترة وما تلاها ورش تصنيع الموزاييك في أحياء دمشق القديمة حتى بلغ عدد العاملين في هذه الحرفة في منتصف القرن العشرين نحو28 ألف حرفي كانوا يقدمون إنتاجهم بكميات كبيرة للسوق المحلية والأسواق المحيطة والشحن إلى اوربة .
وتعتمد حرفة الموزاييك على أنواع محددة من الأخشاب مثل خشب الجوز والزان والورد والليمون وتتم بتنزيل نوع خشبي مختلف عن الخشب المحفور على شكل رسوم وتصاميم هندسية عديدة بالإضافة الى تطعيم الخشب بقشر العظم والصدف أو العاج.
وتمر خطوات تصنيع قطعة الموزاييك بعدة مراحل تبدأ بتصنيع الهيكل الخشبي باستعمال أنواع متعددة من الخشب حسب رغبة الحرفي ثم تلصق على هذا الهيكل صفائح الموزاييك بالغراء .
وتجهز صفائح الموزاييك بأخذ قضبان منتظمة ذات مقطع مربع أو مثلث أو متوازي الأضلاع بطول وسطي 25 سم ويتم جمعها على شكل هندسي وذلك حسب الرسمة المطلوبة ومن بعدها يتم تغريتها بعد ربطها بخيط .
و هذه القضبان لها ألوان متعددة بعضها طبيعي وبعضها مصبوغ فاللون الأحمر هو من خشب الورد والأصفر من خشب الليمون أما العظم فهو أبيض وكان في الماضي يستعمل الحرفيون عظام الخيل وقد كانت جميع هذه القضبان من أسرار المهنة.

اترك تعليقاً