احتفلت لجنة راعوية العائلة في ابرشية جبيل المارونية، باليوبيل الفضي لتأسيسها، خلال قداس ترأسه راعي الأبرشية المطران ميشال عون في كنيسة مار شربل في دير مار مارون عنايا، عاونه فيه رئيس الدير الاباتي طنوس نعمة والمرشد الأبرشي للجنة الخوري شربل الخوري، تم في ختامه تكريم الأزواج الذين مضى على زواجهم 25 و 50 سنة في حضور رئيس بلدية عنايا كفربعال بطرس عبود، رئيس اللجنة المحامي اسكندر جبران والاعضاء وعائلات المكرمين ولفيف من الكهنة والآباء وعدد من المؤمنين.
وألقى عون عظة تحدث فيها عن “دور العائلة في بناء المجتمع والوطن”. وقال: “نحن في حاجة الى الأنوار الالهية والقداسة في ظلمات الايام الصعبة التي نعيشها اليوم في وطننا ومجتمعنا. نحمل في صلاتنا ليس فقط الازواج المشاركين معنا في هذا القداس بل ايضا الغائبين منهم سواء الذين تركوا البلد للعمل في الخارج او المرضى منهم ، ونصلي لكي يباركهم الله جميعا مع عائلاتهم لتبقى عائلات مسيحية تعطي الفرح والسلام بحضور يسوع معهم”.
ولفت الى ان “مجتمعنا اليوم يحمل الكثير من التهديد للعائلة”، مشددا على “ضرورة الحفاظ على روح التضحية عند الزوج والزوجة، فإذا فقدت هذه الروح، عندئذ لا يعود بمقدور العائلة ان تصمد امام كل التجارب والمحن التي تعترضها، فالسبب الرئيسي لتزايد الطلاق والانفصال بين الزوجين هو عدم التضحية”.
وختم منوها بـ”الدور الذي تقوم به لجنة العائلة في الابرشية للحفاظ على تضامن عائلاتنا”، سائلا الله ان “يساعد كل واحد منهم لتخطي كل ما يعترضه في مسيرته الحياتية”. وشكر لرئيس دير مار مارون عنايا الاباتي طنوس نعمة رعايته الدائمة لاحتفالات الابرشية.
كما ألقى الخوري كلمة ركز فيها على “أهمية تماسك العائلة ودورها في صنع رجال اقوياء، اذ تجلى ذلك بوضوح بعد تفجير مرفأ بيروت بوقوف هؤلاء الشباب الى جانب المواطنين والعائلات المتضررة ومساعدتهم على إعادة ترميم منازلهم. ونوه ب “الدور الذي تقوم به عائلاتنا في بلاد الاغتراب في مساعدة اهلهم واقاربهم والمحتاجين من ابناء وطنهم، ليبقوا صامدين في ارضهم ويعيشون حياتهم بكرامة وعزة في ظل ازمة اقتصادية قاهرة”.
وتحدث جبران في كلمته عن “مراحل تأسيس لجنة العائلة في الابرشية منذ 25 سنة وما قامت به من اعمال ونشاطات في سبيل عائلة صالحة للكنيسة والوطن”، واصفا اللقاء اليوم ب”شعلة متجددة علها تنير دربنا في هذا الزمن الحالك المليء بالصعاب والآلام والحاجات”. وقال: “زمن داهم بيوتنا وعائلاتنا ومجتمعنا ووطننا بشتى انواع المآسي، فلم ولن يبقى لنا الا ايماننا وصلواتنا بأن بعد الصليب قيامة، وبان لبناننا الذي نحب ونريد لا بد قائم ما دامت كنيستنا تنبت قديسين ورعاة مباركين، وما دام سندنا الوحيد الله الآب ويسوع المسيح والقديس شربل وقديسو لبنان جميعا، لاننا بتنا لا نركن ان نثق ببشر ابدا، انما ثقتنا فقط بعمل الله وخلاصه الاكيد لنا”.
وتوجه الى المكرمين: “دعاؤنا لكم بطول العمر واستمرار حمل مشعل التربية وصون البنات والبنين. أملنا انتم ورجاؤنا حسن درايتكم وصلواتكم، وما تكريمكم اليوم الا ذرة حب ووفاء متواضعة لا تفيكم تعبكم وسهركم في سبيل فلذات الأكباد”.
وفي الختام وزعت الشهادات على المكرمين.
Share via:
