طّور طلاب كلية الهندسة في الجامعة اللبنانية الاميركية (LAU) نظاماً لكشف الحرائق في مختبرات الكلية في جبيل، “وأثبت هذا النظام عملانياً فعاليته ولاقى إستحسانًا كبيرًا من الدفاع المدني اللبناني المعني بمواجهة الحرائق والتعامل معها في لبنان، خصوصاً في ظل الارتفاع المقلق في نسبة الحرائق التي تندلع المساحات الخضراء في لبنان”، وفق بيان عن الجامعة.
اضاف:”تساهم مبادرة الطلاب الابداعية في إنشاء منصة آلية للكشف عن الحرائق، في تسريع وقت استجابة فرق التدخل والطوارئ، وبالتالي تقليل نطاق الأضرار.
وكان فريق مكون من أربعة طلاب: طالبة الهندسة الكهربائية جويا ماريا سعادة، وطلاب تخصص الميكاترونيك كريستوفر زين وجورج برهوش، والطالب في هندسة الكمبيوتر جوي أنجليل في إعداد هذه المنصة وتطويرها، تحت إشراف الأستاذين المشاركين في كلية الهندسة زاهي نكد وجيلبرت عكاري. واكمل الفريق المرحلة الأولى من المشروع في غضون عشرة أيام فقط، وتمكنوا من بناء لوحة معلومات لرصد الحرائق تعتمد على بيانات الأقمار الصناعية من نظامين: القمر الصناعي EUMETSAT (قمر صناعي ثابت يُصدر تقارير كل عشر دقائق)، ومنظومة NASA Firms، وهي عبارة عن كوكبة من ثلاثة أقمار صناعية تغطي لبنان مرات عدة يوميًا. وتقوم هذه اللوحة – المنظومة بتزويد البلديات المحلية وفرق الاستجابة الأولية عن الحرائق ووضع الغابات في نطاق عملها بواسطة رسائل فورية تتضمن الموقع ومؤشر شدة الحريق ورابطًا بلوحة معلومات LAU للعرض المرئي، وتضمن هذه الدقة في التقارير عدم إغفال الحرائق حتى في مراحلها المبكرة”.
واوضح عميد كلية الهندسة في (LAU) الدكتور ميشال خوري أنه” تم تسليم النسخة التجريبية من نظام الانذار المبكر للحرائق الى الدفاع المدني اللبناني”، كما وتمنى ان” تكون هذه المبادرة مقدمة لشراكةً طويلة الأمد ذات منفعة متبادلة”. واضاف: “إن تخريج مهندسين ملتزمين بالعمل المدني، يُسخّرون معارفهم ومهاراتهم لخدمة مجتمعهم ووطنهم هو جوهر فلسفتنا في الكلية”.
وشرح فريق الطلاب العاملين على المشروع أن “البيانات المُجمعة من الأقمار الصناعية ستُعرض على خريطة تفاعلية تظهر الحرائق فور إندلاعها، ما يمكّن فرق الاستجابة الأولية من تقييم مستوى شدتها وحدتها. وتأمل جوي أنجيليل أن يتمكن الفريق من “تحسين دقة المنصة قريباً، باستخدام تقنية معالجة الصور الخاصة لجعلها متطورة قدر الإمكان”. وتشتمل أهداف الفريق للمرحلة الثانية على تطوير معالجة الصور، وكشف الدخان أثناء النهار، والدقة الجغرافية الثابتة، بهدف تحسين التوقيت خفض نسبة النتائج المغلوطة. كما وتشمل مجالات التحسين الأخرى إضافة لوحة معلومات للبلديات لتمكين موظفيها من الاطلاع على آخر المستجدات، بالإضافة إلى إعداد خطة استضافة رقمية آمنة.
وقالت طالبة الهندسة الكهربائية جويا ماريا سعادة: “ان الفرصة المتاحة للعمل معاً كانت مثمرة جداً، وسمحت لها بتطوير قدرات العمل معاً وتعزيز فكرة مساعدة المجتمع.”
بدوره”، أكد الطالب المتخصص في الميكاترونيك كريستوفر زين على الطابع التعاوني للمشروع، وأشار إلى أن “الفريق يتكون من تخصصات هندسية مختلفة، تجمع بين الهندسة الكهربائية والميكاترونيك والكومبيوتر”. وقال: “وظّف أعضاء هيئة التدريس والطلاب مهاراتهم المتنوعة، وعملوا جنبًا إلى جنب للتوصل إلى هذا الحل المتقدم للتعامل مع ملف الحرائق في الغابات”. واعرب الطالب جورج برهوش ايضاً عن “سعادته برؤية المشروع يتحقق أخيراً في لبنان، حيث تشكل الغابات نسبة كبيرة من المساحات الطبيعية، وحيث يتزايد خطر حرائق الغابات”.
واشار البيان الى ان” المرحلة الثانية من المشروع ستكون في وضع نظام اكثر تطوراً بالتعاون مع باحثين خبراء في معهد قبرص لمعالجة أوجه القصور المعروفة في النسخة الأولية. علماً ان الهدف النهائي هو الافادة من الملاحظات في المرحلتين لإنشاء نظام إنذار وطني متكامل وفعال للتنبيه من الحرائق للعامة”.