دعت جمعيات المرضى العالمية “الحكومات ورواد أنظمة الرعاية الصحية الى “العمل على تلبية الحاجات غير الملباة لذوي المناعة المنقوصة، الذين تشكل الجائحة العالمية مصدر تهديد مستمر لصحتهم”.
ولفتت، في بيان، الى ان “جائحة “كوفيد-19″ أحدثت تغييرات جذرية في حياة الناس حول العالم، لكن مجموعة محددة من المرضى، وتحديداً ذوي المناعة المنقوصة، تبقى الأكثر عرضة لمخاطر هذا المرض مقارنة بباقي سكان العالم، وما زالت حاجات هؤلاء غير ملباة حتى يومنا الحاضر”.
ولاحظت ان “أصحاب المناعة الضعيفة يشكلون نحو 2% من سكان العالم، وهم عرضة لأخطار متزايدة نتيجة عدم قدرة أجسامهم على توليد استجابة مناعية كافية بعد تلقي اللقاح المضاد لكوفيد-19، وتشكل هذه الفئة 40% من مرضى “كوفيد-19″ الذين تسببت العدوى المنتشرة بدخولهم المستشفيات رغم حصولهم على اللقاح، كما سجلت معدلات وفيات مرتفعة بين المرضى مقارنة بباقي السكان”.
“الجائحة تفرض أخطارها على منقوصي المناعة”
ووفق البيان، “هنالك الكثير من الاستراتيجيات اليوم لدعم المصابين بكوفيد-19، لكنها أكثر تركيزاً على الأشخاص العاديين والأصحاء. وعلى رغم أن هذه المقاربة الصحية تعود بفوائد كبيرة وتمهد طريق الدول للعودة إلى الأوضاع الطبيعية على مستويات العمل والمعيشة وتدفع الى التعايش مع “كوفيد-19″، إلا أن ذوي المناعة المنقوصة ما زالوا يفتقرون للدعم والاهتمام اللازمين. ونظراً الى ان هؤلاء المرضى لا يحققون استجابة مناعية مثالية، فإنهم أكثر عرضة للإصابة بأمراض مزمنة تهدد حياتهم، أو تطيل معاناتهم، مما قد يؤدي لظهور متحورات جديدة. وبالنسبة الى هؤلاء، ما زالت الجائحة مستمرة وما من نهاية تلوح في الأفق”.
جائحة “كوفيد-19” تواصل تأثيرها على جودة حياة منقوصي المناعة
ولفت البيان الى “منقوصي المناعة يعيشون معاناة طويلة وقلق متواصل نتيجة اخطار “كوفيد-19″ التي تواصل تهديد صحتهم وحياتهم”.
وأوضح انه “لمدة تزيد عن عامين، عانى مجتمع ذوي المناعة المنقوصة العزلة عن الأصدقاء والعائلة والمجتمع، الأمر الذي أثر سلباً عليهم بأشكال عديدة. وهذا يشمل أطفالاً عجزوا عن الالتحاق بمدارسهم أو التفاعل مع أقرانهم في المجتمع، وبالتالي تأثر نموهم النفسي. وفي استطلاع لآراء مرضى سرطان الدم، قال زهاء 90% من المشاركين إن صحتهم النفسية تضررت بسبب الجائحة”.
يعجز منقوصو المناعة عن “مزاولة أعمالهم من المنزل مثل موظفي التوصيل أو العاملين في المستشفيات، ويواجهون اليوم قلقاً متزايداً في بيئات عملهم، ولاسيما مع إلغاء العديد من القيود والتدابير الاحترازية المرتبطة بالجائحة”.
وأكد استطلاع لآراء مرضى الكلى أن “54% من المشاركين شعروا بالقلق والخوف من العودة الى العمل، لكنهم أدركوا عدم وجود خيار آخر. وبعد إلغاء البرامج المالية المخصصة لمساعدة ذوي المناعة المنقوصة على البقاء في منازلهم خلال الجائحة في معظم الدول، أيقن العديد من هؤلاء عدم وجود خيار آخر سوى العودة إلى عملهم، لذلك فإن هذا التقصير في تحديد الأولويات يُفاقم انعدام المساواة في الوصول إلى الرعاية الصحية”.
تدابير محددة لدعم مجتمع ذوي المناعة المنقوصة
فرضت جائحة “كوفيد-19″، بحسب البيان، “ضغوطاً متزايدة على أنظمة الرعاية الصحية حول العالم، لكن الضرورة تستدعي تبني إجراءات إضافية لدعم ذوي المناعة المنقوصة ومنحهم درجة الأولوية. ويعود ذلك نظراً الى ارتفاع اخطار دخول المستشفيات والتعرض لأمراض خطيرة تهدد حياة أصحاب المناعة الضعيفة عند إصابتهم بعدوى “كوفيد-19″. وتعتبر هذه مسألة بالغة الأهمية الآن تزامناً مع عودة باقي السكان الى حياتهم الطبيعية”.
وتستدعي الحاجة “بذل المزيد من الجهود لمراعاة ظروف منقوصي المناعة وإيجاد حلول للتفاوت في مستويات الرعاية الصحية عند صياغة السياسات الصحية وتوجيه رسائل التوعية العامة. ويشتمل ذلك نشر معلومات محددة عن إجراءات السلامة التي يجب الحفاظ عليها في المجتمع، بما في ذلك مواصلة ارتداء الكمامات، والوصول إلى فحوص “كوفيد-19″ المجانية، وتوفير خيارات علاجية إضافية، وتقديم النصائح والدعم لمواصلة تطبيق بروتوكولات العزل الصحي الذاتي”.
واشار البيان الى انه “يتعين على مختلف الشركات والمؤسسات وجهات التوظيف متابعة تولي مسؤولياتها بشأن صحة وسلامة موظفيهم ذوي المناعة المنقوصة، ويشمل ذلك تطبيق إجراءات السلامة المناسبة التي تساعد على تقليص اخطار العدوى بالفيروس. وهذه الإجراءات عناصر محورية لتمكين منقوصي المناعة من العودة إلى العمل، والاستمرار في أداء مهماتهم على أكمل وجه”.
وختم: “حان وقت العمل للتصدي للحاجات غير الملباة لمجتمع منقوصي المناعة. ولذلك ندعو الحكومات الى اتخاذ خطوات عاجلة دعماً لهذه الفئة وضماناً لوضع حاجاتهم على رأس قائمة الأولويات”.
Share via:
