زينة خليل-
يُستعاد اسم الموسيقي الراحل جهاد زيدان في حفل “نرنّم عمّانوئيل” بوصفه علامة فارقة في المشهد الموسيقي اذ تَحْضر فرقته في هذا الحدث كتجسيدٍ حيّ لإرثه الفنّي ومسيرته الإبداعيّة التي اقترنت بالترنيم، والبحث الدائم عن الجمال المتجذّر في الإيمان.
لم يكن جهاد زيدان مجرّد موسيقي، بل صاحب رؤية رسّخ من خلالها الموسيقى الروحيّة كمساحة لقاء بين الفن والرسالة.
إنَّ مشاركة فرقته في حفل “نرنّم عمّانوئيل” تتجاوز البعد الفني لتأخذ طابعًا رمزيًا ووجدانيًا، إذ تأتي بمثابة استمرارٍ لنهجه والمحافظة على البصمة التي تركها في عالم الترانيم.
فهي مشاركة تحمل في طيّاتها ذاكرة مؤسِّسها، وتحوّل الغياب الجسدي إلى حضورٍ موسيقيّ نابض، يترجم ما آمن به الراحل من أنّ الموسيقى صلاة، وشهادة رجاء.
فالجوقة ستشارك في حفل موسيقي يوم الجمعة الواقع في 23 كانون الأول، عند الساعة الخامسة عصراً، في ” نرنم عمانوئيل” – كفرذبيان حيث سيتم تقديم مجموعة من التراتيل الدينيَّة التي تتمحور حول العذراء مريم والميلاد.
ويتميّز هذا الحفل بعرض مقاطع موسيقية جديدة تُعرض للمرة الأولى، ما يتيح للجمهور فرصة الاستماع إلى أعمال لم تُقدم سابقًا، ويعكس الالتزام بمواصلة إرث الراحل جهاد زيدان وإحياء رسالته الفنية بروح متجددة.
وفي حديث لموقع “شرقنا”، أكدت السيّدة رانيا زيدان، التي أشرفت على مشروع تأسيس جوقة لإحياء موسيقى الراحل جهاد زيدان، قائلة: “عندما اطلعت على هذا المشروع، شعرت بحماس كبير وقررت خوض هذه التجربة من دون أي تردد”.
وأضافت: “أتاحت لي هذه التجربة الفرصة لنشر موسيقى جهاد، بما في ذلك مقاطع تُعرض للمرة الأولى”.
وتابعت: “بالطبع، كان لجهاد رسالة واضحة أراد إيصالها خلال مسيرته الفنية، واليوم نواصل هذه المسيرة بعزم وإصرار كبيرين”.
وأوضحت زيدان “أنَّ الهدف من تأسيس الجَوقة لا يقتصر على العُروض المُوسيقية فَحَسِب، بل يتعداه إلى ترسيخ حُضور موسيقى جهاد “.
وأشارت إلى أنَّ العمل مع الجوقة يُوفّر فرصة للشباب للتعرف على إرث فني غني، فكل مقطع موسيقي يُقدّم هو بمثابة رسالة حيَّة.
وختامًا، شددت السيّدة زيدان على أنَّ المشروع يسعى إلى جَعل موسيقى جهاد جسراً بين الأجيال، يُحافظ على إرثه ويضمن استمراريته في المُوسيقى الدينيَّة “.
هذه التجربة تشكّل مساحة وفاء لجهاد زيدان، وتؤكد أنَّ الإبداع الصادق لا ينطفئ برحيل صاحبه، بل يستمر عبر الألحان والفرقة التي تحمل اسمه ورسالته التي تتوجه إلى جمهورٍ لا يزال يصغي، وينشد، ويرنّم.

