أقامت جمعية كهف الفنون في فندق فينيسيا حفل عشائها السنوي الريعي لإنشاء مركز كهف الفنون الثقافي في حديقة المتحف التراثي في قرية الجاهلية الشوف، حضره الاستاذ مازن فياض ممثلاً سماحة شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى وهيئات سياسية وحزبية وإدارية، وفعاليات بلدية واجتماعية وطبية وكوكبة من أهل الفكر والثقافة والإعلام.
افتتح الحفل بالنشيد الوطني اللبناني وبكلمة من مسؤولة العلاقات العامة في مجلس الأمناء الدكتورة نسرين حرفوش ابو علي حيث قالت :
عالمنا العربي، ينفتح من متاهة الى متاهات، والامل هو العثرا والانتكاسات …
وفي هذا الزمن الصعب الذي يجتاح لبناتنا الحبيب، ناضل الفنان غاندي بو ذياب كي لا يُجرَح الفن، ولا تُكسَر العراقة، ولا يُجَرجَر الهديل، فشرب العالم بعينَين معصومتين، ويدين صلبتين، واتكأ على عكاز افكاره وسواعده، والهيام في دنيا الفن والسحر والجمال .
بعدها قدمت حرفوش رئيسة مجلس أمناء جمعية كهف الفنون السيدة ندى فرحات التي قالت: في غاندي وجدنا صورةَ المثابرةِ والإبداعِ معاً. فهو يُحاكي الحجرَ والقشّ والصخرَ، ليبعثَ فيها روحَ الحياةِ، فيحوِّلها إلى رؤًى تنطقُ بخيالٍ لا يُشبهُ إلّا ذاتَه وأنّ إبداعه يتحوَّلُ إلى تذكرةِ سفرٍ إلى الماضي، يستحضرُ الذكرياتِ، يفتحُ أبوابَ الحنينِ، ويؤكِّدُ أنَّ الفنَّ هو الجسرُ الأجملُ بينَ الغربةِ والجذور، واختتمت كلمتها بأن لبنان… بلدُ الإرادة، وموطنُ الوفاءِ، وملتقى الفنّ والثقافة.
فلنحتفل معاً بأبداع الفنان غاندي بوذياب، الذي لا يقتصر دوره على إضاءة قلوبنا وإحياء ذكرياتنا فحسب، بل يذكّرنا دوماً بقدرة الفنّ على نسج الجسور بين الماضي والحاضر وبين الغربة والجذور.
وكان لرئيس مركز التراث اللبناني في الجامعة اللبنانية الأمريكية الشاعر هنري زغيب كلمة جاء فيها : غاندي بو ذياب دعانا اليوم إلى فجر جديد من كهف الفنون وغاندي بو ذياب ينتمي إلى هذا الوطن إلى لبنان الدائم لا العائم على حد وصفه كما ينتمي ايضاً إلى لبنان الخلود ولبنان الإبداع لأنه لم يضع وقته بل اتكل على رؤيته وفنه وإبداعه ليعمل من كهف الفنون مركزاً ثقافياً دائماً لرواد الفكر والمثقفين، ومن جهته قال رجل الأعمال اللبناني المغترب الدكتور هايل سعيد في كلمته ان غاندي بو ذياب دخل كهوفاً لفّتها العتمة والماضي المنسي، فحوّلها بمجهوده الفردي إلى منارةً ثقافية بهدف أرشفة وحفظ إرث أجداده وتاريخهم وتراثهم، ودعا سعيد في كلمته الهيئات الرسمية والمعنية والمؤسسات المحلية والعربية والدولية التي تحترم الفن وتعتبر ان الحفاظ على التراث والتقاليد الجبلية اللبنانية له اولوية كبرى.
واعتبر رئيس جمعية كهف الفنون الفنان غاندي بو ذياب أن الثقافةَ هي حركة الفكر في المفاهيم على حد قول صديقه الشاعر مصطفى سبيتي.
وقال ان الفنَّ قائدٌ حرٌّ متمترسٌ في خفايا مفاصل حياتنا وسلوكنا اليومية وهو في الوقت عينه عنصرٌ مقاومٌ لكل أشكال العنف والغدر والتبعية، كي لا تسبقنا الظلمة إلى النور .. والموت إلى الحياة، واختتم كلمته بتوجيه الشكر للخطباء والحاضرين معرباً عن أمله مع الخيّرين وأصحاب الهمم النبيلة من استطاعته العمل المتواصل لبناء جدار حريّةٍ وصرحاً شامخاً نحو فضاء ثقافة المحبة والسلام والإبداع.
واختتم الحفل الذي قدّمته عضو مجلس الأمناء ومسؤولة العلاقات العامة الدكتورة نسرين حرفوش ابو علي بعشاء ساهر وأجواء موسيقية طربية لعازف القانون الفنان محيي الدين الغالي وفرقته الموسيقية.