ختام يوبيل 325 سنة في دير سيّدة اللويزة

إجتمعت الثلاثاء ٩ تشرين الثاني الرهبانية المارونية المريمية والرهبانية اللبنانية المارونية بختام يوبيل ال ٣٢٥ سنة على تأسيسهما، لتتشاركا بقداس إحتفالي مهيب في دير سيدة اللويزة – زوق مصبح، عند الساعة الخامسة عصراّ، ترأسه صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بطريرك إنطاكية وسائر المشرق الكلي الطوبى، وشارك فيه صاحب الغبطة مار اغناطيوس يوسف الثالث بطريرك انطاكية للسريان الكاثوليك، وصاحب الغبطة البطريرك روفائيل بيدروس الحادي والعشرين كاثوليكوس بطريرك كيليكيا للأرمن الكاثوليك، وصاحب الغبطة البطريرك يوسف العبسي بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق والإسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك ممثلاً بصاحب السيادة المطران جاورجيوس إدوار ضاهر السامي الإحترام، وكوكبة من أصحاب السيادة الأساقفة الموارنة والآباء العامين والرئيسات العامات والرهبان والراهبات والمكرسين والمؤمنين.
وقد رحّب بداية، الرئيس العام للرهبانية المارونية المريمية الأباتي بيار نجم، بإسمه وبإسم الأباتي نعمة الله الهاشم رئيس عام الرهبانية اللبنانية المارونية، بالحضور ملقيا كلمة استذكر فيها نشأة الرهبانيتين منذ ٣٢٥ سنة في جبل لبنان ووادي القديسين في زمن البطريرك الدّويهي العظيم سنة ١٦٩٥. وعبّر الأباتي نجم عن أنه بالرغم من أن الرهبانيتين متمايزتين، ولكنهما تبقيان توأمين متّحدتين في الجوهر. وأضاف متوجها للبطريركية الإنطاكية السريانية المارونية برأس سليل الرهبانية المريمية البطريرك الراعي، بأن الرهبانيتين كانتا وستبقيا جيشها الأسود، عتادها صليب يسوع، وإنجيل السلام، وسبحة العذراء، ومداد الفكر، ونبراس المعرفة والثقافة. وختم مؤكّدا: ” نحن بطريركيّو الإنتماء، وقنّوبيّو التّجذّر، وحبريّو الطاعة في الإيمان لنائب المسيح على الأرض، لأن إيماننا إيمان بطرس، وإيمان بطرس إيماننا.”
ثم ألقى البطريرك الراعي عظة التمس فيها صلاة المؤسسين المطران عبدالله قراعلي والمطران جبرايل حوّا والأب يوسف البتن والمطران جرمانوس فرحات، فعاد بالذاكرة للمكرّم البطريرك إسطفان الدويهي الذي البسهم الإسكيم الرهباني، مظهرا كيف أن هذا التأسيس جاء إصلاحا للحالة الرهبانية، وكيف أن المجمع اللبنانيّ المنعقد في دير سيدة اللويزة في سنة ١٧٣٦ جعله شاملاً للكنيسة المارونية بكاملها. وأشاد بدور الرهبانيتين في الكنيسة من خلال أديارها ومؤسساتها في لبنان والنطاق البطريركي وبلدان الإنتشار، ومن خلال الرسالات والرعايا والأبرشيات، والمدارس والجامعات والمستشفيات والمراكز الإجتماعية والإنسانية، وكيف أن حضور الرهبان كان قلعة صمودٍ وعلامة رجاء لشعبنا. وهنّأ البطريرك الراعي الرهبانيتين بعيدهما، مشيرا إلى أن كل يوبيل هو عودة إلى الجذور، وتصحيح للحاضر، وخريطة تجدّد للمستقبل.
في ختام الذبيحة، القى الرئيس العام للرهبانية اللبنانية الأباتي نعمة الله الهاشم صلاة شكرٍ للآب على كل الخير الذي أفاضه على الرهبانيتين، ونعمة القداسة والإستحباس والحياة المشتركة والنذور والأمانة في خدمة الكنيسة والمجتمع وشعب الله، سائلا إياه، أن يبقى روحه الملهم الوحيد لإنماء ملكوت السماوات في عالمنا، وأن يبارك جهاد ومسيرة الرهبانيتين وأن تبقى بينهما روح الأخوّة والشراكة والتكامل الذي تجلّى في القداس الإلهي الإحتفالي.

اترك تعليقاً