ختم عبد الملك بن مروان في فلسطين

You are currently viewing ختم عبد الملك بن مروان في فلسطين

يُعتبر ختم عبد الملك بن مروان الرصاصي الذي عُثر عليه عام 1903 قرب تل أبو شوشة جنوب يافا في فلسطين، أحد أبرز الأمثلة على الفن الإسلامي المبكر في مجال الطوابع والأختام الرسمية. يحمل هذا الختم طابعاً مميزاً يبرز من خلال الرموز والزخارف التي تزيّنه، والتي تعكس جوانب من الرمزية السياسية والدينية في ذلك العصر.

يُذكر على ظهر الختم كلمة “فلسطين”، مما يشير إلى أن هذا الختم كان خاصاً بجند فلسطين، أي القوات العسكرية المكلفة بحماية هذه المنطقة خلال فترة حكم عبد الملك بن مروان، الخليفة الأموي الشهير. يتوسط الكلمة شكلان لأسدين متقابلين، وبينهما زهرة زنبق، وهي زخرفة تكرر على حواف الختم على شكل عناقيد عنب. وترمز الأسدان المتقابلان إلى القوة والسلطة والملكية، في حين تمثل زهرة الزنبق رمز النقاء، فيما يشير الطائران المتقابلان الموجودان في أسفل الختم إلى الانسجام أو قد تكون مجرد زخارف جمالية.

أما على وجه الختم، فتُنقش عبارة “لعبد الله عبد الملك أمير المؤمنين”، بينما تحيط به على الإطار العبارة الإسلامية التوحيدية: “لا إله إلا الله وحده لا شريك له محمد رسول الله”، وهو ما يعكس البُعد الديني والفكري السائد في فترة الخلافة الأموية. يبرز في منتصف الختم حرف A كبير الحجم، يُرجح أنه يشير إلى أول حرف من اسم عبد الملك باللغة اليونانية “Αμπντ”، مما يدل على تأثير التعدد اللغوي والثقافي في تلك الحقبة.

يمثّل هذا الختم وثيقة تاريخية مهمة تكشف جوانب من الإدارة العسكرية والسياسية في فلسطين خلال فترة الخلافة الأموية، كما يعكس تطوراً فنياً في تصميم الأختام الرصاصية، حيث تزاوج بين الرموز الدينية والسياسية، إلى جانب الزخارف الجمالية التي تضفي على الختم طابعاً مميزاً وفريداً.

اترك تعليقاً