أن تخدع الآخرين سهل، لكن أن تخدع نفسك أمر آخر تماماً. يمكنك أن تكرر ألف مرة أنك لا تحتاج إلى أحد، أن الوحدة قرار، أن العالم مزدحم بمن لا يفهمونك ولن يفهموك، لكن في لحظة صمت واحدة، ستشعر بتلك الحقيقة المزعجة التي تحاول دفنها: الإنسان لا يولد ليكون وحده. لا أحد يختار العزلة حقاً، بل يختار الهروب، يختار أن يقنع نفسه بأن البقاء بعيداً أكثر أمانًا من محاولة الاقتراب. لكنه ينسى أن الهروب لا يلغي الحاجة، بل يدفنها حية، لتعود لاحقاً في هيئة حنين غامض أو غضب غير مبرر على كل من يطرق بابه.