المطران عطالله حنا –

رسالتي هذه اوجهها بشكل خاص الى الحجاج المسيحيين الذين كانوا يؤمون سنويا مدينة القدس في المواسم الفصحية المباركة حيث كانت مدينة القدس تنبض بالحياة وكنائسها مليئة بالمؤمنين من أبناء القدس وهذه الديار وكذلك الزوار الاتين من مختلف ارجاء العالم ، ولكن جائحة الكورونا غيرت الأحوال وقد ازدادت سوءا بعد بدء الحرب على غزة حيث توقفت بشكل شبه كامل حركة الحجيج في القدس وفي بيت لحم وفي غيرها من الأماكن في المقدسة في هذه الديار .

نحن في الأسبوع السادس من الصوم الاربعيني المقدس ويوم الاحد القادم نحتفي بأحد الشعانين أي دخول السيد المسيح الى المدينة المقدسة حيث يبتدأ أسبوع الالام العظيم المقدس والذي يوصلنا الى الفصح المبارك يوم الاحد 20 نيسان.

وفي هذا العام تتزامن الأعياد لدى كل المسيحيين (وكما نقول باللغة العامية العيد كبيس) ولذلك فإنني أتمنى ان يصل نداءي الى كل عاشقي القدس والراغبين بزيارتها والصلاة فيها في عيد القيامة المجيد ، لا تترددوا واتخذوا قراركم واذهبوا الى المدينة المقدسة لكي تكونوا الى جانب المسيحيين المقدسيين وما تبقى منهم لكي تعبروا عن وقوفكم مع الحضور المسيحي العريق والاصيل في المدينة المقدسة ولكي نصلي معا وسويا في كنيسة القيامة وفي غيرها من الأماكن المقدسة من اجل السلام ومن اجل وقف الحرب ومن اجل ان تسود لغة المحبة والرحمة والإنسانية بدلا من الهمجية ولغة القتل والعنف والحروب .

لا تترددوا في الذهاب الى القدس فكنائسها بانتظاركم وشعبها بانتظاركم ومسيحيوها بانتظار الصلاة معكم كما ان أسواق القدس الجميلة والعتيقة والعريقة بانتظاركم.

نتمنى ان تأتوا الى القدس لكي تسيروا في طريق آلامها وصولا الى جلجلتها ولكي نحتفي معا بالقيامة المجيدة والانتصار على الموت وكلنا امل ورجاء بأن ثقافة المحبة سوف تنتصر على ثقافة الكراهية وثقافة الرحمة والإنسانية سوف تنتصر على ثقافة العنف والقتل والحروب .

القدس بانتظاركم كما وبيت لحم والناصرة وكل الأماكن المقدسة ، المسيحيون في هذه الديار بانتظاركم لكي تكونوا الى جانبهم ولكي نحتفي معا بالعيد المبارك كما وشعب هذه الديار بانتظار مجيئكم لكي نصلي معا في اقدس بقعة في هذا العالم متعطشة للعدالة والسلام.

القدس واماكنها المقدسة كما وكل الأماكن المقدسة في هذه الديار بانتظاركم.