يتربّع دير مار سابا majestically على رأس جبلٍ شاهق شرقي مدينة بيت لحم في فلسطين، شامخًا فوق وادي قدرون، كأحد أقدم وأقدس المعالم الرهبانية في العالم المسيحي.
شُيّد الدير بين عامي 478 و484 ميلادية تحت إشراف الراهب القديس سابا ومجموعة من تلاميذه، ليكون رمزًا لحياة الزهد والرهبنة القاسية، ولذلك يقصده حتى اليوم رجال الدين والرهبان من شتّى أنحاء العالم لما يحمله من قيمة روحية وتاريخية عميقة.
يمتاز الدير بمعماره الفريد وقوانينه الصارمة التي ما زالت تُحترم حتى اليوم، ومن أبرزها منع دخول النساء إليه وتحريم أكل التفاح داخل جدرانه، التزامًا بتقاليد رهبانية متوارثة منذ قرون.
ويقيم في الدير حاليًا نحو خمسة عشر راهبًا يونانيًا يتولّون خدمته وصيانته، منعزلين عن مظاهر الحياة المدنية الحديثة، إذ يعيشون من دون كهرباء أو هواتف، ويعتمدون على الوسائل البدائية لتسيير شؤونهم اليومية، محافظين بذلك على نقاء الحياة النسكية التي أرساها مؤسِّسه قبل أكثر من 1500 عام.