رسومات مار يوسف الدكوانة بريشة الرسام حبيب خوري
عندما يحتل الضجيج حياة الوطن تنسحب القوانين وتنحل عناصرها، ولكي ننسى الرتابة الزائلة وأسواق المال والصيرفة… وحتى لدقائق فقط… تعالوا معي إلى الفنون الجميله بعيداً عن السياسة ومشاكلها، تعالوا إلى جدار صامت نبعث فيه الدفء الفني والحياة ليصبح ممر عبور للصلاة والتأمل، بهذه الكلمات النابعة عن قناعة ووجدان عميق يكمل الرسام حبيب خوري مسيرته على الرغم من الظروف الصعبة التي يمر به الوطن
وها هو اليوم، يعمل جاهداً على إكمال الرسومات في كنيسة مار يوسف الدكوانة ، بدقة وتقنية عالية
فوسط الكنيسة يزخر بالعائلة المقدسة (وجه مريم العذراء الطفولي) ومعها إبنها ، حيث عبّر عن مريم قائلا:” لقد حاكت خيوط الحرير بنولها وصلاتها في مخدعها، و أشعلت سراجها الذي أضاءت به الشمس والكواكب ،ونسجت ملائكتها برجائها ،لتأتي بها الى أرض الشفاء والأنفس المثقله بأوجاع الخطيئه، ، لها ثبات وحكم على جدار يفصل ما بين فرحنا ونار الجحيم “، ومن الأعالي يتربع الخالق يعطي بركته لإبنه الذي قدم نفسه من أجل البشرية
ومن الجهة الشمالية جسّد الحياة ما بعد الموت مستخدماً الشجرة التي تدب فيها الحياة من بعد الموت لأن القيامة دائماً موجودة… أما نبع المياه فيرمز الى الحياة
أما الجهة اليمنى فتتألق بجدارية بشرى الملاك لمريم العذراء بتفاصيل مميزة حيكها الرسام خوري ومزج بين خياله والواقع فظهرت هذه اللوحة بحلة مميزة كما جسد والدة العذراء مريم ووالدها بتفاصيل دقيقة
وقد توّج الكنيسة بلوحة العشاء السري ” السيد المسيح مع تلاميذه” حيث قدم الكثير من التفاصيل على وجوه التلاميذ والمائدة
حبيب خوري يكمل مسيرته بصمت وإيمان مؤمناً انّ: قيمة الإنسان ليست بما يملكه من مادّة ، وأرض ومقتنى يجمعه من هنا وهناك ، إن قدماء الشعوب كانوا يضعون الذهب والحلي مع الراحلين، وللأسف الحاليين ايضا، يضعونه الى جانبهم بغاية التباهي؛ وعلينا أن نتأكد في نهايه الأمر أن ما يأخذه الإنسان معه، هو عمل الخير فقط تجاه ربّه والناس
Share via: