رفعت قسيس-
ما دام الجميع في شرقنا يعترف ويقر بوجود مشروع صهيوني-أميركي إقليمي يستهدف كل دول وشعوب المنطقة، وما دامت الحكومة الإسرائيلية نفسها لا تتوانى عن الإعلان اليومي الصريح عن نواياها في “تغيير وجه الشرق الأوسط”، وبدعم مباشر من إدارة الرئيس ترامب وبعض الدول الغربية، والتي تعمل ليلا نهارا على فرض التطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي على بعض الدول أو عبر العقوبات الاقتصادية والحلول العسكرية ضد دول وقوى أخرى، فلماذا تواصل دول المنطقة ونخبها السياسية والفكرية، بما فيها تلك التي تصنف نفسها كقوى تحررية وتقدمية، الصراخ والعويل والدعاء والتمسك بردود قطرية ومواقعية ثبت فشلها مراراً وتكراراً؟ إذا كان الطرف الآخر يعمل بجدّ ومثابرة على بناء شرق أوسط جديد يخدم مصالحه، ويعلن دون مواربة أو ديبلوماسية أن نجاح مشروعه يقوم على تفتيت الدول الحالية، واحتلال أراضٍيها او جزء منها، وضرب وحدة المجتمعات، وتأليب المكونات الطائفية والعرقية ضد بعضها البعض، بل وتسليحها لتشجيع اقتتالها الداخلي، فلماذا انتم صامتون؟ اليوم، وكما حذّر العديد من المحللين والمفكرين، في الماضي والحاضر، فإن أية دولة أو شعب أو مكون طائفي أو إثني في هذه المنطقة لن يسلم من آثار هذا المشروع إذا ما نجح. والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح: ماذا أنتم فاعلون؟