اليوم 24 تشرين الأول عيد أحد رؤساء الملائكة مار روفائيل،
Archangelo Raphaele
معنى اسمه: «الله يشفي».
ورد في رؤيا القديس يوحنّا (٤ :٥): «وتنبثق من العرش بروقٌ وأصواتٌ ورعودٌ وأمام العرش سبعة مصابيح نارٍ متّقدة وهي أرواح الله السبعة». وفي سفر طوبيا (١٢: ١٥): «أنا رافائيل الملاك، أحد السبعة الواقفين أمام الربّ».
قال مار روفائيل إلى طوبيا: «إنّكَ حين كنت تصلّي بدموع وتدفن الموتى وتترك طعامك وتخبّئ الموتى في بيتك نهارًا وتدفنهم ليلاً، كنتُ أنا أرفع صلاتك إلى الربّ» (١٢: ١٢) فقال الملاك لهما:
(لطوبيا الأب وطوبيّا الابن) «السلامُ عليكما، لا تخافا لأنّي لمّا كنتُ معكما كنتُ بمشيئة الله، فباركاه وسبّحاه» (١٢: ١٧-١٨).
إنّ الملاك مار روفائيل هو وسيط وشفيع الزواج المسيحيّ، يقود المؤمن مثلما قاد طوبيّا الشاب ليلتقي بسارة ليتزوّجها، هكذا يلتقي المؤمن بشريك الحياة الذي يستطيع معه أن يؤسّس عائلة مسيحيّة تُمجّد الله وتَنعم بالسعادة والسلام والطمأنينة.
إنّه شفيع المسافرين: السفر ليس فقط الانتقال من مكان إلى آخر، إنّما حياة الإنسان على الأرض هي سفرٌ دائم للوصول إلى السماء. فهو يرافق المؤمنين في حياتهم الزمنيّة على الأرض، ويرشدهم روحيًا، بخاصّة عند التجارب. ويعلّمهم حسن التدبير والتصرّف وقت الصعاب وخاصّة خلال الحروب الروحيّة.
ينال لنا أيضًا جميع الشفاءات:
الجسديّة: شفاء من الأمراض التي تحلُّ بالإنسان من الطبيعة أو بسبب الخطيئة والبعد عن الله وتصيب جسده.
النفسيّة: شفاء من الأمراض التي تحلّ بالإنسان وتصيبه في أعماق نفسه (الوحدة، اليأس، الانعزال، الخوف، القلق، الحيرة، الخ…) والتي تتأتّى من الصدمة أو العقدة أو الفشل…
الروحيّة: شفاء الأمراض التي تحلّ بالإنسان روحيًا، كرفض عيش الأسرار الكنسيّة (الاعتراف، الزواج، القداس…) الشفاءات من العمى الجسديّ والروحيّ ويمنح النور ويبدّد الظلمات، فيكتشف المؤمن الأخطاء التي ارتكبها ويعطيه القدرة على تصحيحها.
ينبّه المؤمن ويعلم خطاياه التي عملها بالفكر أو القول أو الفعل أو الإهمال أو بالحواس الباطنيّة أو الظاهريّة، عن قصد أو غير قصد، بمعرفة أو غير معرفة، ويعطيه الشجاعة للاعتراف بها.
يعلّمه كيف يشغّل الوزنات والمواهب المعطاة له.
كما يحرّر الممسوسين من الأرواح الشيطانيّة!
يحارب روح الزنى:
يساعد الإنسان لكي يكون نقيًا وطاهرًا ولكي يستعيد طهارة الحوار وعفّة الجسد ونقاوة القلب.
يحرّر مار روفائيل الإنسان من الموانع والعقبات التي تمنعه من اقتبال سرّ الزواج المقدّس مثلما حرّر ساره من الشرير الذي كان يعذّبها (طوبيا 6/14-22 و8/2…)
وقالت فيه العذراء: (الكتاب الأزرق)
“الملاك رُفائيل، أُوكِلَت إليه مَهمّة الإشتراك كطبيبٍ سماويٍ في المَعركة الكُبرى، ليَنجِد ويَشفي الذين سيُضربون ويُجرَحون. وكما أعاد البصر الى طوبيّا، هكذا سيُعطي البصر الى الملايين مِن أولادي المساكين، الذين جعلتهم الخطيئة عُميانًا بسبب أخطاء وظلمات عَصركم الكثيرة، فيستطيعون العودة الى الإيمان وتأمّل بهاء الحقيقة الإلهيّ.”
لنصلّي :
أيّها الطبيب السماويّ والمحامي المجيد لكلّ من يلجأ إليك، يا رئيس الملائكة الذي قاد خُطى الشاب طوبيّا خلال رحلته الطويلة والشاقّة والمحفوفة بالمخاطر، ليعود به سالـمًا إلى والده، وليعيد نظره الذي فقده منذ مدّة طويلة، إسمح لي بأن أطلب منك باتّضاع أن تشفي أوجاع جسدي ونفسي، وأن تُبعد عنّي الجهالات، وألاّ تتركني أبدًا وحيدًا خلال رحلة حجّي على هذه الأرض. لأنّني أريد أن أكون، على غِرارك، وفيًّا وأمينًا لإلهي، حتّى النفس الأخير، آمين.
من صفحة قلب مريم المتألم الطاهر
Share via: