عيد الصعود… والراهب الساذج!

You are currently viewing عيد الصعود… والراهب الساذج!

يروي القديس باييسيوس قصة عن راهب بسيط، إلى حدّ السذاجة، كان يظن أن “عيد الصعود” هو عيد لقدّيسة تُدعى “الصعود”، فكان يصلّي قائلاً:
“يا قدّيسة الله، الصعود، تشفّعي لأجلنا!”

وذات يوم، مرض أحد الإخوة في المأوى، ولم يجد ذلك الراهب البسيط طعامًا يقدّمه له. فنزل السلّم مسرعًا، وفتح النافذة المطلة على البحر، وتضرّع قائلاً:
“يا قدّيسة الله، الصعود، أعطني سمكة لأخي!”

وما إن أنهى صلاته، حتى قفزت سمكة كبيرة بين يديه!
فدهش الجميع مما رأوا، أما هو فابتسم ونظر إليهم مستغربًا دهشتهم، وكأنّ الأمر طبيعي جدًا!

أما الغرابة الحقيقية، يا إخوة، فتكمن فينا نحن.
نحن أصحاب المعرفة، نعرف مواعيد الأعياد، وتفاصيل استشهاد القديسين، ونتحدث عن مكان الصعود وزمانه… ولكننا لا نملك الإيمان البسيط الذي ينال السمكة!

هذه هي أسرار الحياة الروحية، التي لا يفهمها المنطق، لأن الله لا يسكن في داخلنا.
فالمعرفة العالمية، حين تكون خالية من الروح القدس، تبقى معرفةً عقيمة.

اترك تعليقاً