“يا زهرة الكرمل، وكرمًا سخيًّا،
يا عون النصارى، وبهاء السماء،
يا أمًّا حنونًا وبتولاً نقيّة،
أبسطي حمايتك على رهبانيّتك…”
هكذا صلّى القدّيس سمعان ستوك، رئيس رهبانيّة سيّدة جبل الكرمل، إلى مريم العذراء، في زمنٍ كانت فيه الرهبانيّة مهدّدة بالاندثار، مع انتقالها من جبل الكرمل في الشرق إلى مناسك الغرب. لكنّ صلواته لم تذهب سُدًى…
استجابت العذراء، وتراءت له، ووضعت بين يديه هديّة السماء: “ثوب الكرمل”.
قالت له:
“هذا الإنعام لك ولأبنائك من بعدك.
كلّ من يموت لابسًا هذا الثوب، لن يذوق عذاب النار، بل يخلُص.”
كان هذا الوعد عربونًا للخلاص، علامةً للحماية وسط الاضطهادات، ورمزًا للعهد الأبديّ بين السماء والأرض.
ومنذ ذلك الظهور، بات ثوب الكرمل شعارًا للرهبانيّة، يحمله الكهنة والعلمانيّون المنتسبون إلى الروحانيّة الكرمليّة، في مسيرة إيمان واتّكال على شفاعة العذراء.
وقد ثبّتت الكنيسة الكاثوليكيّة السادس عشر من تمّوز عيدًا سنويًّا لسيّدة الكرمل، أمّ الثوب، وشفيعة الحماية والخلاص.