“بانو” بلدةٌ بلجيكيّة صغيرة جدًا. خلال فترة حُكم هتلر فيها، ظهرت العذراء على “ماريات بيكو” (11 سنة).
في 15 ك2 1933، كانت ماريات تنظر إلى الخارج عبر نافذة المطبخ، منتظرةً أخاها ليعود إلى البيت. كان اللّيل بارداً جدًا والثلج يكسو الأرض، والريح تعصفُ مؤلّفة سمفونيّةً من الأصوات الغريبة.
فرأتْ في ظلام الحديقة وسط نورٍ ساطع سيّدةً فائقة الجمال حافية القدمين، مرتفعةً قليلاً عن الأرض. بثوبٍ أبيض مع زنّارٍ أزرق، ووردةٍ ذهبية على كلٍّ من قدَميها. (كظهورها في لورد -فرنسا)
أومأت السيّدة بيَدِها إلى ماريات بالمجيء إليها، فظنّت ماريات أنّها تتوهّم. فانتقلت إلى غرفة أخرى. وعندما عادت إلى النافذة، كانت السيدة لا تزال موجودة. فأخبرت أمّها بما تراه فلم تصدّق الأمر.
أصرّت ماريات على وجود سيّدةِ في الخارج، فسخرت منها أمّها قائلة لها: “ربّما هي العذراء المباركة”، ثمّ أغلقَتْ الستار. ففتحت ماريات السّتار وقالت: “انظري يا أمّي، إنّها جميلة. وهي تبتسم لي. أريد الخروج”.
أجابتها الأمّ: “لن تذهبي إلى أيّ مكان. توقّفي عن هذا الهراء وأغلقي ذاك الباب”. عندما عادت ماريات إلى النافذة، كانت السيّدة قد رحلت. لكنّها تذكّرت أنّها رأت مسبحة تتدلّى من زنّار السيدة. عندها، ذهبت إلى غرفتها وأخذت تصلّي بسُبحتها.
بعد ثلاثة أيام، في 18 ك2، ركضت ماريات فجأة من البيت. فتبعها والدها، وكانت الساعة حوالي7 مساءً. كانت الفتاة تركض في الفناء، وفجأةً جثت على ركبتيها. كانت السيّدة تنظر إليها من بُعد.
أومأت السيدة إلى ماريات لكي تتبعها، فأطاعَتْ. تبعها أيضاً والدها، حتّى توقّفت ماريات فجأةً وجثت مجدّداً على رُكبتيها قرب ينبوع ماءٍ فسمعت: “ضعي يديك في الماء! هذا الينبوع مخصّصٌ لي. عُمتِ مساءً. وداعاً”.
اختفت السيدة. وبشكل مفاجئ، قرّر أبوها الارتداد إلى الإيمان والتوبة. فتوجّه إلى الكاهن “جامين” للاعتراف، لكي يستطيع المشاركة من جديد في القداس والتناول!
ظهرت العذراء المباركة ٨ مرّات لماريات. وقالت: “أنا عذراء الفقراء. وهذا الينبوع مخصّص لشفاء جميع مرضى الأمم. آمنوا بي، حتّى أُؤمن بكم أنا أيضًا بِدوري”
كما طلبت أمّنا المباركة بناء كنيسة صغيرة، وأخبرت ماريات أنّها أتت لتخفيف الآلام. كما كرّرت نداءها المُلِحّ للصّلاة.
وخلال الظهور الأخير في 2 آذار 1933، أعلنت عن نفسها: “أنا أمّ المخلّص، أمّ الله، صلّوا كثيراً”.
ووضعت الأمّ المباركة يديها على رأس ماريات وقالت: “وداعًا، إلى اللّقاء من جديد في الله”.
تُوفّيت ماريات في كانون الأول 2011، ولها من العمر 90 سنة ! بعد أن صرّحت بتواضعٍ عام 2008: “إنّي لستُ أكثر من ساعي بريد كان عليه أن يوصل الرّسالة، ومتى أوصلها، انتهى دوره”
عام 1942، وافق أسقف “لييج” البلجيكيّة على تكريم مريم باسم “سيدة الفقراء”. وسنة 1947، وافق الكرسي الرسولي على حقيقة الظهورات، وسنة 1949، أُعلنت “مُثبّتة” خلال حبريّة البابا بيوس الثاني عشر.
عام 1985، زارها البابا القديس يوحنا بولس الثاني وتبارك من مياه العذراء المباركة.
من صفحة قلب مريم المتألم الطاهر