الأب يوسف يمين-
كان بإمكان النساء أن ينتسبن إلى الجماعة الاسينية ، وأن يصبحن فاعلات فيها. وقد يصلن، في بعض الحالات، الى مراكز ومراتب عالية، في مجالات العمل والدراسة والمسؤولية. هذا لا يعني ابداً انه لم يكن لديهم مساواة جوهرية بين الرجل والمرأة بالحقوق والواجبات ، بل كانت غالبية الوظائف تتطلب ، في الواقع ، عملاً يتلاءم
وطبيعة الرجل… ومع ذلك كانت امهات الأسينيين وأخواتهم وبناتهم بإمكانهن أن ينتسبن إلى الجماعة الأسينية ويصبحن فاعلات فيها… أما اللواتی کن عازبات او تلك اللواتي لا يرغبن في الزواج فكن يتبنين غالبا احد اليتامى ويقمن هكذا بعمل إنساني داخل الجماعة (كل هذه الأمور لم تكن موجودة، على الاطلاق، في الديانة اليهودية …)
وفي الحياة الخاصة للجماعة الأسينية، لم يكن هناك لا عبيد ولا خدم … فالعبودية كانت تتناقض وشرائعهم… وفي كل بيت كان أفراد العائلة يقومون بالأعمال المنزلية كافة… والملفت أنه عندما كانت الجماعات الأسينية تتصرف على هذا الشكل ، كانت غالبية الخدم عند الملوك والحكام والاغنياء، من طبقة العبيد… أما بنظر الجماعات الأسينية، فكان جميع الناس أحراراً، متساوين بالحقوق والواجبات، دون أي تمييز جنسي أو عرقي أو طبقي …
كانت العادة أن لا يلتزم الأسيني ابداً بمعاهدات او اتفاقيات تتطلب قسما أو موافقة خطية… كانت مبادؤهم وتقاليدهم وعاداتهم معروفة من قبل كل الذين يحتكون بهم أو يعاشرونهم… وكان الحكام يعرفون ، تمام المعرفة، أن الأسيني لا يرتبط بقسم، بل كان يلتزم بالوفاء لتعهداته، على أساس إعطاء كلمته بذلك فقط…فيوسيفوس المؤرخ عندما كتب عن أسینيي منتصف القرن الأول قبل المسيح، أكد انهم كانوا معفيين من إداء قسم يمين الولاء للملك هيرودس الكبير … كان معروفاً أنهم لم يكونوا يلتزمون بعهد يقتضي شهادة باسم الله، ولا يحلفون باسم الله أبدا، وتحت أي طائل، ولا يذكرون إسمه الا في وقت مقدس داخل هياكلهم… وفي حال الخلافات مع الغرباء كانوا يلجأون إلى المسامحة والتضحية بحقوقهم بدل التسبب بالخصومة والعداء الناس…
من كتاب “المسيح ولد في لبنان لا في اليهودية”
