قلب صغير… ووجبتان من الرحمة

You are currently viewing قلب صغير… ووجبتان من الرحمة

لم تفهم الأمّ لماذا كان ابنها يعود من المدرسة جائعًا كلّ يوم، رغم أنّ حقيبة طعامه كانت تبدو دائمًا غير مَمسوسة.
ظلّ الشكّ يكبر في داخلها، حتى قرّرت يومًا أن تتحقّق من تسجيلات كاميرات المراقبة.
وما رأته حطّم قلبها.

فكلّ صباح، ما إن يدخل ابنها إلى ساحة المدرسة، حتى يركض نحوه كلبان ضالّان، نحيلان وجائعان.
وبلا تردّد، كان يجلس على الأرض، يفتح حقيبته، ويفرغ طعامه أمامهما.
ثمّ يبقى جالسًا هناك، يراقبهما وهما يأكلان، وابتسامة خالصة تضيء وجهه، كأنّ هذا الفعل البسيط هو أثمن هديّة يمكنه أن يقدّمها.

وبعد أن يشبعا، كان يمدّ يده ليداعبهما برفق، يحتضنهما كما لو كانا صديقين قديمين.
وأحيانًا كان يميل برأسه ليهمس لهما بكلماتٍ ظلّت سرًّا بينه وبين الكلبين.

وهكذا كان يعود إلى فصله بمعدةٍ فارغة، لكن بروحٍ مفعمةٍ بالحبّ.
وحين سألته أمّه، والدموع تلمع في عينيها، لماذا يفعل ذلك، أجاب ببساطةٍ تُشبه النقاء:
«لأنّكِ أنتِ لديكِ من يطهو لكِ الطعام… أمّا هما، فليس لهما أحد.»

اترك تعليقاً