كارلو في سيّدة اللويزة

بمناسبة وصول ذخائر الطوباوي الشاب كارلو أكوتيس الى لبنان، والتي كانت بدايتها في دير سيّدة اللويزة – ذوق مصبح، من 10 لغاية 16 تشرين الأول، لتنتقل الذخائر بعدها لمباركة أماكن أخرى، كان لموقع شرقنا حديث مع الأب مارتن عيد، الراهب الماروني المريمي، أعطانا فيها نبذة عن حياة الطوباوي الى حين وفاته.

وُلد كارلو أكوتيس في 3 أيار 1991 في لندن – بريطانيا.

وبعدها عادت عائلته للعيش في ميلانو – ايطاليا.

سنة 1998، أصرّ على أهله على تناول القربان المقدس، وكان أصغر بسنتين أو ثلاث من السنّ الذي يسمح له بذلك. فحصل على المناولة الأولى وكان في السابعة من عمره، بإذن خاص من الأسقف.

في عام 2003، وبعد سماعه للبابا بينيدكتس السادس عشر بضرورة تبشير القارة الرقمية، أي عبر الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، أسس كارلو موقعاً الكترونياً يضم جميع العجائب القربانية في العالم.

سنة 2006، أصيب كارلو بسرطان الدم، فقدّم كل آلامه وأوجاعه للكنيسة وللبابا بينيدكتس السادس عشر.

في 12 تشرين الثاني 2006، توفّي كارلو أكوتيس وكان في الخامسة عشر من العمر، ودفن في ضيعة أسيزي في ايطاليا، بناء لرغبته.

في 5 تموز 2018، أعلنه البابا مكرَّما في الكنيسة، وأصبح ملفّه قيد الدراسة.

في 10 تشرين الاول 2020، تم إعلان تطويب كارلو في ضيعة أسيزي، والجدير بالذكر أنه قبل التطويب بعشرة أيام، تم الكشف عن جثمانه للعلن.

كان لكارلو فضائل كثيرة. منها المشاركة في القداس يومياً، صلاة المسبحة تكريماً للعذراء مريم، السجود أمام القربان المقدّس، والاعتراف مرّة في الاسبوع كما المشاركة في نشاطات الرعية وخدمة المذبح.

ومن هواياته السباحة، التزلج، كرة القدم وغيرها.

قرّرت الرهبانية المارونية المريمية إحضار الذخائر الى لبنان، خاصة في هذه المرحلة، لأن كارلو هو النموذج لكل طالب وكل شاب اليوم.

لهذا السبب، أُعطيت الموافقة للرهبانية في 8 أيلول 2021 بأخذ ذخيرة من جسد كارلو، هي عبارة عن ذخائر من فئة أولى، عادة توضع في الكنائس للإكرام الشعبي وللتبريك.

تريد الرهبانية من هذا العمل، إعطاء فسحة أمل ورجاء للناس. فهذه المرحلة جداً صعبة ودقيقة، وبحاجة لنقول أن الرب مازال حاضراً بيننا، ويريدنا أن نبقى موجودين ومتمسّكين في هذه الأرض.

الناس أتت لتُسلّم الطوباوي الشاب كل آلامها، كل همومها وأوجاعها، والشباب خاصة أدركوا أن القداسة ليست ببعيدة عنهم.

كما أن ما تريده الرّهبانية المارونية المريمية هو أن يتمجّد إسم الرب يسوع، فالأمر لا يتوقّف فقط على ذخيرةٍ، إنما من خلالها نذهب الى أبعد من ذلك، عبر السّجود للقربان والقداديس اليومية.

والطوباوي كارلو كان يقول: “الافخارستيا هي أوتوسترادي الى السماء، وأن أكون قريباً من الله هذا هو مخطط حياتي، والمسبحة هي أسرع سلّم لأصعد به الى السماء..”. هذه الكلمات تدلّ على عمق روحانية الطوباوي الشاب.

اترك تعليقاً