كم نحتاج من السقوط، لنفهم أن الأرض لا تحتضن أحدًا؟

You are currently viewing كم نحتاج من السقوط، لنفهم أن الأرض لا تحتضن أحدًا؟
لن نتعلّم
كأنّنا خُلقنا بعقولٍ تنسى أكثر مما تفهم، وبقلوبٍ تعفو أكثر مما تحذر…
نمشي على رماد الحكايات، ولا نزال نحلم بالنار وكأنها دفء، لا احتراق.
نمدّ أيادينا لنفس الأبواب التي صفعتنا، نعود لنفس الطرق التي أضلتنا، نثق بنفس الوجوه التي خدعتنا، ونقول لأنفسنا: لعلّ هذه المرة مختلفة.
كم مرة كتبنا النهاية ولم نغادر المسرح؟
كم مرة صفّقنا للوجع وهو يخلع قناعه على مهل؟
كم مرة أقسمنا أننا تعلّمنا… ثم خذلنا القسم نفسه؟
نقرأ الكتب، نسمع الحكم، نشاهد السقوط مرارًا… ومع ذلك نركض نحن بأنفسنا نحو الحافة، نبتسم للهاوية ونرتمي فيها بكل أناقة، وكأننا لم نحترق من قبل.
لن نتعلّم… لأننا نحب أن نصدق الكذبة إذا قيلت بصوتٍ حنون،
لأننا لا نراجع وجع الأمس، بل نجمّله ليبدو درسًا وهميًّا،
لأننا حين نبكي، لا نُقسم أن لا نعود، بل ننتظر من يمسح دموعنا لنواصل.
ولن نتعلّم…
لأن الذاكرة التي تحفظ الألم، لا تملك سلطة على القلب الذي يحب أن يُخدع من جديد.
ولأن الإنسان لا يسير على خط مستقيم… بل يدور في دائرة من الأخطاء التي يُجيد تبريرها.
ولذلك، نرفع شعار النضج في العلن، ونمارس الحنين في السر.
نكتب “تعافيت” على الجدار، ونغفو ليلًا في حضن الذكرى.
نحن لا نتعلّم…
بل نُجيد التأقلم مع الألم، ونُلبسه ثوب الحكمة،
حتى إذا عاد مجددًا، فتحنا له الباب كصديقٍ قديم، لا كعدوٍّ نعرفه.
فيا لحماقتنا الرفيعة…

اترك تعليقاً