تقع بلدة مرستي في أعالي قضاء الشوف على ارتفاع يناهز 1300 متر عن سطح البحر، فتتربّع كعروس خضراء في حضن جبل لبنان، وتمتاز بسكونها الريفي وجمالها الطبيعي الآسر. وتوفّر البلدة بيئة تجمع بين رهافة نسيم البحر القادم من الساحل وروح الجبل الشامخة، ما يجعلها مقصدًا للباحثين عن الهدوء والتجدّد.

يختبر الزائر عند الوصول إلى مرستي انتقالًا ملموسًا من صخب المدينة إلى عالمٍ طبيعيّ متّسع، يتّسم بهواء نقي وبارد في الصيف، وبغطاء ثلجيّ يحوّلها شتاءً إلى لوحةٍ طبيعية خلّابة. وتحيط بها غابات السنديان والصنوبر، فيما تنتشر بساتين التفاح والكروم، وتزهو تربية النحل في جنباتها، في مشهد يعكس غنى بيئتها الزراعية. وتُعدّ مرستي محطة تاريخية على طريقٍ قديم كان يصل صيدا بمنطقة البقاع عبر ما يُعرف بثغرة مرستي، كما يشير اسمها الفينيقي إلى “النعجة الصغيرة”، في إشارة تحمل دلالات البراءة والصفاء.

وتشكّل البلدة وجهةً مثالية لمحبي رياضة المشي في الطبيعة، إذ تتوزّع فيها مسارات تكشف مناظر بانورامية خلّابة للتلال والوديان المحيطة. وفي فصل الصيف، تتيح مرستي فرصًا للتخييم والتنزه الريفي بقرب ينابيعها ومروجها، لتقدّم تجربة هدوء وسكينة يشعر فيها الزائر بأن الزمن يتباطأ، مانحًا إياه مساحةً نادرة للتأمل والسلام الداخلي. هكذا تبقى مرستي ملتقىً بين الجبل والروح، ومكانًا تكتب فيه الطبيعة قصيدتها الخالدة على وقع خطى العابرين.