يُعدّ معبد العيون في تل براك، الواقع شمال شرقي سوريا قرب مدينة الحسكة، من أهم الاكتشافات الأثرية في المنطقة. ويُقدّر تاريخ بناء المعبد بنحو الألف الرابع قبل الميلاد (حوالي 3800–3300 ق.م)، أي في مرحلة العصر العبيدي المتأخر وبداية عصر حلف، ويعد من أقدم المعابد الدينية المعروفة في سوريا والعراق.
سُمّي المعبد بـ «معبد العيون» نسبةً إلى التماثيل الصغيرة التي عُثر عليها داخله بأعداد كبيرة، وهي منحوتات حجرية تمثل وجوهًا بشرية ذات عيون واسعة ومفتوحة على اتساعها، اعتُبرت رمزًا للعبادة واليقظة الروحية، أو تعبيرًا عن الصلة الدائمة بين الإنسان والآلهة. صُنعت هذه التماثيل غالبًا من الألباستر والحجر الجيري، وتنوعت في أحجامها وأشكالها، لكنها جميعًا تشترك في التركيز على العيون البارزة، ما أضفى على المعبد طابعًا فريدًا ومعبّرًا عن الفكر الديني في تلك المرحلة المبكرة.
يتألف المعبد من عدة قاعات وغرف شعائرية بُنيت من اللبن والطين، وتظهر فيه أسس معمارية متطورة مقارنة بعصره، مع وجود مذابح وأماكن لتقديم القرابين وتماثيل نذرية. وتشير اللقى الأثرية إلى أن المعبد كان مركزًا دينيًا مهمًا، يرتاده الناس من مناطق بعيدة لتقديم النذور والتبركات، ما يدل على وجود تنظيم ديني واجتماعي متقدم في تل براك.
ويمثل معبد العيون اليوم شهادة فريدة على الإبداع الروحي والرمزي للإنسان القديم في شمال سوريا، إذ يُعد من أبرز المعالم الأثرية في الجزيرة السورية، ويجسد حلقة وصل بين ثقافات المنطقة على امتداد واسع، ومعلماً بارزًا في تطور الفكر الديني والرمزي في تاريخ البشرية.
بالإضافة إلى متحف حلب ومتحف دير الزور، تنتشر مكتشفات تل براك – معبد العيون في العديد من المتاحف العالمية، منها:
-
المتحف البريطاني ـ لندن
-
متحف المتروبوليتان للفنون (The Met) ـ نيويورك
-
متحف فيتزويليام (Fitzwilliam Museum) ـ كامبريدج
-
متحف أوكسفورد (Ashmolean Museum)
-
متحف اللوفر (قسم الآثار الشرقية) ـ باريس
-
متحف الجامعة الأمريكية في بيروت (AUB Archaeological Museum)
-
متحف جامعة سيدني ـ أستراليا
-
متاحف عالمية أخرى يجري البحث عنها وسيتم إضافتها إلى قائمة التوثيق لاحقًا.
