من ينكر الشعب الفلسطيني هو كالنعامة التي تطمر رأسها في الرمال فتظن انها في عالم اخر

You are currently viewing من ينكر الشعب الفلسطيني هو كالنعامة التي تطمر رأسها في الرمال فتظن انها في عالم اخر
من ينكر وجود الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة هو كالنعامة التي تطمر رأسها في الرمال فتظن انها في عالم اخر
ان معاملة الانسان الفلسطيني بهذه القساوة وكأنه انسان لا يستحق الحياة انما تشير وبشكل واضح الى خلل جسيم في المنظومة الأخلاقية والإنسانية في هذا العالم.
فالانسان الفلسطيني هو انسان بالدرجة الأولى كما هو كل انسان في هذا العالم وكل البشر ينتمون الى اسرة بشرية واحدة خلقها الله ، فلا يوجد هنالك انسان يستحق الحياة وانسان لا يستحق الحياة كما انه لا يوجد هنالك شعب يستحق ان يعيش وشعب لا يستحق ان يعيش فكل البشر يستحقون الحياة بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية او العرقية او لون بشرتهم .
ما نلحظه وخاصة من خلال خطابات ترامب ان هنالك انعدام لاحترام الانسان الفلسطيني وحقه في الوجود والعيش بحرية وكرامة وسلام ، هم يتجاهلون ذكر الشعب الفلسطيني وذكر فلسطين كما ويتعمدون الا يذكروا القضية الفلسطينية والتي ما زالت عالقة حتى اليوم بسبب عجرفتهم وظلمهم وعنصريتهم.
لا نقول بأن الفلسطيني هو احسن من غيره كما ولا يجوز ان يظن احد بأن هنالك انسانا افضل من الانسان الفلسطيني فكل البشر سواسية ويجب ان تصان حقوقهم وكرامتهم وحياتهم وحقهم في ان يعيشوا أحرارا بأمن وامان وسلام.
اشبعونا خطابات عن سلام مزعوم وتارة كانوا يقولون لنا دولتان لشعبان وتارة أخرى كانوا يقولون لنا بأن هنالك اتفاقيات ومواثيق ومعاهدات والتي ويا للأسف لم يحترم شيء منها ومن ينظر الى الأرض الفلسطينية اليوم يرى ان هنالك مساحات شاسعة قد تم ابتلاعها والمستوطنات منتشرة في كل مكان والحواجز والبوابات والاسوار العسكرية تحيط بالفلسطينيين من كل حدب وصوب وكأنه محكوم على الفلسطيني ان يعيش في سجن كبير ، وما زالوا يكذبون علينا بسلامهم المزعوم وحلولهم التي لم يطبق منها شيء على الأرض بما في ذلك ما يسمى دولتان لشعبان.
فما بقي للفلسطينيين اليوم على الأرض هو اقل من ربع دولة ولكن يجب ان يعرف المعتدون والمستعمرون ومؤازريهم بأن الاحتلال قادر بسطوته العسكرية ان يستولي وان يسرق وان يعتقل وان يحاصر الفلسطينيين ولكنه عاجز وغير قادر على ان ينال من عزيمة الفلسطينيين وارادتهم وثباتهم وتمسكهم بأرضهم ووطنهم الذي لا بديل عنه.
ستبقى فلسطين وطنا للفلسطينيين مهما تجاهلها ترامب في خطاباته ومهما تآمر وتخاذل المتآمرون والمتخاذلون ، ففلسطين ليست ارضا بلا شعب وليست شعبا بلا ارض ومن يسعى من اجل تحقيق السلام الحقيقي عليه ان يعمل من اجل انهاء الاحتلال وتحقيق امنيات وتطلعات وثوابت شعبنا الفلسطيني الذي يريد ان يعيش بحرية وسلام .
الفلسطينيون ليسوا مجموعة من القتلة والمجرمين والإرهابيين كما يصورهم بعض المغرضين بل هم شعب يعشق الحياة والحرية والسلام ، انه شعب مثقف ابدع في كل مكان وحتى في غزة المنكوبة والمدمرة الفلسطينيون ابدعوا بصمودهم وثباتهم وبقاءهم في ارضهم رغما عن كل هذه الالام والجراح والمعاناة .
من ينكر وجود فلسطين وشعب فلسطين وقضية الشعب الفلسطيني هو كالنعامة التي تطمر رأسها في الرمال فتظن انها في عالم اخر .
من هم قادرون على تحقيق السلام هم أولئك الذين لا يطمرون رؤوسهم في الرمال بل يرون الحقائق والوقائع كما هي ، حيث ان هنالك شعبا مظلوما ويجب ان تزول عنه هذه المظالم لكي يعيش مثل باقي شعوب العالم .
أعان الله أهلنا في غزة وهم يعيشون محنة ما بعد انتهاء الحرب ، واعان أهلنا في الضفة وفي فلسطين كلها على كل هذه المؤامرات والمشاريع المشبوهة التي تستهدف هذا الشعب الذي يعشق الحياة وثقافته هي ثقافة الحياة وليست ثقافة الموت كما يسعى البعض لتصويره.
ان شعبنا يستحق الحياة ولن يستسلم لثقافة الموت وآلة الدمار والخراب ، شعبنا يريد السلام ولكن السلام شيء والاستسلام شيء اخر ونحن مع السلام ولكننا لسنا مع الاستسلام.
المطران عطا الله حنا
رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس
القدس 17/10/2025

اترك تعليقاً