نوجه شكرنا القلبي لكافة الكنائس المسيحية في العالم وفي مشارق الأرض ومغاربها والتي تنادي بوقف حرب الإبادة في قطاع غزة ووقف سياسة التجويع والتنكيل التي تستهدف أهلنا هناك ، فنحن نقدر أي موقف نبيل يصدر بهذا الخصوص وان كانت الحرب ما زالت مستمرة ومتواصلة وسياسة التجويع ما زالت قائمة وهي تشكل وصمة عار في جبين الإنسانية والمجرمون ينطبق عليهم ما قيل يوما في الكتاب المقدس لهم اذان ولا يسمعون ولهم عيون ولا يبصرون.
اننا ننادي الكنائس المسيحية في العالم بضرورة ان تواصل مساعيها الطيبة ومبادراتها الإنسانية ومناداتها بوقف حرب الإبادة ، فيبدو انه من الأهمية بمكان ان تكون هنالك ضغوطات على إسرائيل وعلى أمريكا من اجل وقف هذه المأساة وهذه الكارثة.
أمريكا هي شريك في الجرائم المرتكبة ولا نثق بتصريحات مسؤوليها فهم يقولون شيء ويفعلون شيء اخر ، واعتقد بأن الغالبية الساحقة من الفلسطينيين يشاطرونني هذا الموقف ، لا بل الغالبية الساحقة من العرب أيضا .
لا نثق بامريكا وبسياساتها وبخاطبات دبلوماسييها فهي شريكة في المأساة وفي المعاناة التي يتعرض لها شعبنا .
واعتقد بأن الكنائس المسيحية في العالم وخاصة في أمريكا وفي الغرب انما هي مطالبة بأن تنادي بموقف نبوي يستند على القيم المسيحية ومبادئ الانجيل المقدس والتي تحثنا دوما على نصرة المظلومين والمتألمين.
أناشد وبحرارة رؤساء الكنائس والقيادات الكنسية في العالم بأن يسمعوا صوت أبناء غزة الذين يتضورون جوعا وان يتحركوا بخطوات عملية للضغط على القيادات السياسية فلا يجوز استعمال لغة دبلوماسية خوفا من هذه الجهة السياسية او تلك .
القائد الكنسي لا يخاف من احد وهو يعبر عن موقفه بعيدا عن اية املاءات او ضغوطات من أي جهة كانت .
ان تكون بطريركا او مطرانا او قائدا لكنيسة هذا يعني انك يجب ان تكون صوتا مناديا بالحق والعدالة ونصرة المظلومين في هذا العالم .
نعم الكنائس المسيحية في العالم يجب ان تتحمل مسؤولياتها الأخلاقية والروحية والإنسانية تجاه ما يحدث مع شعبنا وتجاه فلسطين كلها وهي ارض الميلاد والتجسد والفداء .
المطران عطا الله حنا
رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس
القدس 24/7/2025