نعيمة : العدل أن تعرف أنّك أفقر من أن تعطي وأغنى من أن تأخذ

You are currently viewing نعيمة : العدل أن تعرف أنّك أفقر من أن تعطي وأغنى من أن تأخذ
ميخائيل نعيمة-
المجد ليسَ أن تمشي إلى غاياتك الأرضية على أكتاف النَّاس . إنَّما المجد أن تحملهم على كتفيك إلى غاياتهم السماوية .
والحريّة ليست أن ترى شيئاً أو أحداً عقبةً في سبيلك فتزيل العقبة بالقوَّة أو بالدَّهاء . إنَّما الحريَّة أن توسِّع نطاق خيالك إلى حدّ أن تراك في كلّ شيء وكلّ إنسان . فتصبح العقبات درجات ترقى بها إلى الفضاء الذي لا درجات فيه ولا عقبات .
والعدل ليسَ أن تأخذ ما لك وتعطي ما عليك . فكلّ ما لك عليك ، وكلّ ما عليك لك . إنَّما العدل أن تعرف أنّك أفقر من أن تعطي وأغنى من أن تأخذ .
والفضيلة ليست في حفظك للنَّاموس . إنَّما الفضيلة أن تُحاسب نفسك كما لو كنت تجهل كلّ شيء إلّا النّاموس .
وتُحاسب غيرك كما لو كنت لا تعرف حرفاً واحداً من النَّاموس .
والعلم ؟
لقد أصبحنا بمنَّة التّقاليد ، لا نذكر العلم إلّا ذكرنا المدرسة ، والمدرسة إلّا ذكرنا العلم . كأنَّ العلم لا يستقرّ إلّا في شقوق الأقلام ، وبطون الكُتب والدَّفاتر ، وبياض الأوراق وسواد المحابر ، وكأنّ لا مفاتيح لما أغلق من أسراره سوى ألسنة طائفة من حاملي الشهادات المدرسيّة التي تفنَّنَ النَّاس في تقسيمها وترتيبها وتسميتها تفنُّناً بلغَ قمَّة من العقم والتّمويه . ليسَ يبلغها إلّا خيال التّقاليد العقيم . فما معنى قولكم بكلوريوس علوم ، أو معلِّم علوم ، أو دكتور فلسفة أو لاهوت ؟
أليسَ في ذلك كلّه ما يوهمكم بأنَّ دكتوراً في الّلاهوت هوَ أقرب من الله وأعرف به من رجل يجهل الهجَّاء ولم يسطع في كلّ حياته بترتوليانوس أو توما الاكويني
أو لوثر ؟

اترك تعليقاً