نيكولا حداد والخط العربي: عشقي للغتي ووطني
خَطَك حِلو، عبارة سَمِعَها نيكولا مرارًا من زُملائه في المدرسةِ، وكلما سَمِع هذه العبارة كان يَضحَك بِسُخرية ويتَعَجب لأنَّه كان يعتبر أنَّ خَطَه عادي
ومن عمر 12 عام قرر نيكولا أن يَتَعلم أُصول الخط، فنزل مع والده الى منطقة الدورة عند الخطاط سمير حداد ليتعلم هذه المهنة لكنه قوبل بالرفض كونه ما زال صغيرًا، واعتبر حينها الخطاط حداد أنّه بحاجة إلى الكثير من الوقت وهو غير مستعد لتعليمه
ويَومَها يَقول نيكولا : “خرجتُ من مكتب الخطاط وأنا بالرغم من صغر سني مصمم على إكمال هذه المسيرة للوصول الى الهدف المنشود
عندها اشترى كتاب الخطّ بـ خمسة آلاف ليرة وكان سعره غالٍ لكنه صمم على شرائه لتعلم الخط العربي ، ومع الوقت اكتشف من تلقاء نفسه أنَّ خطه حلو، فبدأ يخط لكل رفاقه رسائل حبٍ ومعايدات
كم خط تخطّ ؟
إنّ للخط أهمية كبيرة فمن خلاله يستطيع الخطاط تنفيذ ما يختزن من أفكار ، ومن بعد سنوات عدة أصبحت أتقن 7 خطوط
ويقول حداد: ” ما كنت لحّق شغل وكنت خطّط كتير من المحاولات وكنت اشتغل كتير من عام 1985 لغاية عام 1990، ولكن بعد هذا العام بدأ استخدام الكومبيوتر وبدأ عملنا يخف ويختصر على العناوين “
ما هي أهم أنواع الخط العربي؟
يشير نيكولا إلى أنَّ الخط الكوفي هو من أقدم الخطوط، وسمى بهذا الاسم نسبة إلى الكوفة حيث أبدعت فيه، وهو يعتمد على قواعد هندسية. ومن ثم استخدم خط الرقعة وهو من أحدث أنواع الخطوط العربية، يليه خط النسخ الذي ابتكره العباسيون وتفننوا في كتابته.
وأكمل حديثه قائلاً: ” هناك الخط الثلث وهو من أصل الخطوط العربية ، يتبعه الخط الفارسي المعروف أيضاً بخط التعليق، والخط الديواني الذي ابتكره العثمانيون، أما الخط الحر فهو خط حديث لا يخضع لقواعد محددة، بل لذوق ورؤية كل خطاط”
وأشار حداد إلى أنّه يفضل استخدام الخط الفارسي كونه يتقن هذا النوع بشكل جيد، وهو فخور بتعلمه الخطوط لأنه يعشق وطنه لبنان ولغته العربية
Share via: