في احدى الجلسات قالت لي إحدى العميلات:
“لدي ثلاثة أطفال، وأحرص دائمًا على أن أكون عادلة بينهم. عندما أشتري لعبة لأحدهم، أشتري للآخرين نفس اللعبة تمامًا. لكني لاحظت أن أحدهم لا يزال يشعر بالإهمال والغيرة. انا في حيرة من امري رغم كل تضحياتي ومجهوداتي حتى ارضي ابنائي واسعدهم ها انني ارى احد ابنائي يشعر بالغيرة من اخيه..انني في مأزق حقيقي هل يجب أن أستمر في إعطائهم نفس الأشياء بالتساوي، أم هناك طريقة أفضل لتحقيق العدالة بينهم؟”
ايها الاب،ايتها الام :
هل تعلم أن المساواة المادية، بالرغم من نوايانا الحسنة، قد لا تلبي الاحتياجات الحقيقية لأبنائنا؟
هل تعلم أن التركيز على الاحتياجات العاطفية لكل طفل يمكن أن يخلق بيئة أكثر سعادة وتوازنًا في المنزل؟
إليك ما يمكنك فعله:
أولًا:
فهم احتياجات كل طفل بشكل فردي. قد يكون أحد أبنائك محبًا للقراءة ويقدر الحصول على كتاب جديد، بينما يفضل الآخر قضاء وقت خاص معك. ليس بالضرورة أن يحصل الجميع على نفس الشيء ليشعروا بالعدل.
ثانيًا:
التوازن بين المساواة المادية والاحتياجات العاطفية. بدلاً من شراء نفس الهدايا للجميع، امنح كل طفل ما يناسب اهتماماته وشخصيته. هذا يظهر لهم أنك تفهمهم وتقدرهم كأفراد مميزين.
ثالثًا:
توضيح مفهوم العدالة لأبنائك. اشرح لهم أن العدالة لا تعني دائمًا الحصول على نفس الأشياء، بل تعني أن يحصل كل شخص على ما يحتاجه ويُسعده. استخدم أمثلة بسيطة: “أخوك يحتاج إلى حذاء جديد لأنه كبر حجمه، وأنتِ تحتاجين إلى أدوات رسم لتطوير موهبتكِ.”
رابعًا:
تجنب المقارنات بينهم. المقارنات تزرع بذور الغيرة وعدم الرضا. بدلًا من ذلك، ركز على تقدير كل طفل لإنجازاته ومواهبه الخاصة.
خامسًا:
كن عادلًا في توزيع وقتك واهتمامك. قد يكون الاهتمام العاطفي أكثر قيمة من أي هدية مادية. خصص وقتًا لكل طفل، استمع إلى مشاعره واحتياجاته، وأظهر له الحب والدعم.
لماذا نعتقد أن إعطاء نفس الأشياء لكل طفل سيجعلهم سعداء؟
الحقيقة أن كل طفل فريد من نوعه، وما يسعد أحدهم قد لا يعني الكثير للآخر.
لنجعل اهتمامنا مبنيًا على احتياجاتهم العاطفية الحقيقية، وليس فقط على المساواة في الأشياء المادية.