يا سيّدة التلّة إحمينا بنِعم إبنك يسوع.

كأنّ الشيطان بعدَ أن عاينَ ولمسَ هذا الفرح الكبير في دير القمر ونفوس أبنائها، وهذا الجمال الذي عبقَ أريجه، نتيجة تساعية عيد حاميتها وشفيعتها سيّدة التلّة واحتفالاتها ومهرجانها، حتّى ضربَ، ما أن كُدنا نُنهي اليوم الأحد قدّاس العيد الاحتفالي، بالحرائق الهائلة الجبل المحيط بتلّة الصليب ومزار حمل ألله. لكنّه لم يعرفْ بأنّ الديرَ محروسة تلالها بسيّدة التلّة ودير مار عبدا وصليب الطوباويّ أبونا يعقوب الكبّوشي و مزار حمل الله، وشبّانها وشابّاتها على أهبّة الاستعداد للخدمة والتفاني. فشكراً لكلّ من ساهم بإطفاء الحريق وازال الخطر. بدلَ أن تحتفلوا يا أحبّاءنا أبناء الدير مع عائلاتكم بعيد سيّدة التلّة وتأخذوا وقتَكم بلقمة الغداء والتلاقي، هبّيتم بالمقابل، بنشاطكم المعتاد وعنفوانكم، إلى نجدة بلدتكم مشاركين مع الدفاع المدنيّ والجيش اللبنانيّ على تحديّ نيران حرائق آب اللهّاب وإطفائها…شكراً. وما ميّز هذا العمل الإطفائي التطوّعي الطويل، تهافت عدد كبير من شبّان إخواننا الدروز من القرى والبلدات المجاورة للمساهمة بالإطفاء. الأرض هبة مجانيّة من الله فلنحافظ عليها. شكراً.
وكان قد احتفل اليوم الأحد بقدّاس العيد راعي أبرشية صيدا المارونيّة سيادة المطران مارون العمّار السامي الاحترام بحضور فخامة رئيس الجمهوريّة اللبنانيّة العماد ميشال عون ممثَلاً بمعالي وزيرة المهجريّن إبنة دير القمر غادة شريّم عطا. وهذا الحضور يؤكّد على رمزيّة عيد سيّدة التلّة في دير القمر، التاريخيّ والوطني الجامع.
كما شارك ممثّل قدس الرئيس العام الأباتي بيار نجم، الأب المدبّر جان مهنّا وآباء من الرهبنة، وفعاليات دير القمر النيابيّة والسياسيّة والعسكرية والبلديّة والاختيارية والحزبيّة وجمع غفير من أبناء الرعيّة. وفي الختام تلقّينا مع صاحب السيادة تهاني العيد أمام مذبح الكنيسة.

اترك تعليقاً