الخوري نسيم قسطون-
نموذجان مهمّان يقدّمها لنا إنجيل اليوم (لوقا: 18: 9-14) كي نقيّم
أسلوب صلاتنا ومحتواها فنتمكّن من إعادة التواصل مع الله في صلاةٍ
حميمة وصادقة تنبع من المحبّة وتفعّل المحبّة في حياتنا!
النموذجان هما: الفرّيسيّ والعشّار.
حياتنا، إجمالاً، حافلةٌ بلقاءاتٍ مع أنّاس، منهم كالفرّيسيّ ومنهم
كالعشّار:
الفرّيسيّ هو من يحسده النّاس إجمالًا على مقامه. حياته فيها
الكثير من الأمجاد الأرضيّة ومن المظاهر الإيمانيّة. علاقته بالله
منتظمة وفق منطق أداء "الواجبات الدينيّة" التي يحرص على القيام
بها كي تتصدّر في يومٍ من الأيّام ورقة نعوته!
أمّا العشّار، فهو إنسانٌ متّهمٌ من النّاس بقلّة الضمير أو بالحدّ
الأدنى بجمع الضّرائب التي لا يدفعها احدٌ في شرقنا بسرور. إنّه
إنسانٌ يظنّه النّاس على خلافٍ مع الله ولكنّه في عمق ذاته يعلم
بوضوح ما يبعده عن الله ويعلم أنّه بالتوبة يمكنه أن يسكن الله في قلبه
من جديد!
قد نشبه أحد النموذجين أحياناً أو كليهما…
مع هذا، نجد النّاس تميل إلى الرّوح الفرّيسيّة وتبتعد عن روح
التوبة الحقيقيّة حيث يركّز الإنسان على عيوبه ونواقصه ليصلحها ولا
يضيّع الوقت في انتقاد الآخرين أو في مقارنة ذاته بهم فمجرّد
المقارنة المشبعة بالكبرياء توقع الإنسان في حبال التجربة!
ليس الخطأ في أن نذهب إلى الكنيسة بل الخطأ يكمن في أن نذهب
إليها ونعود دون أن نكون قد أفسحنا في المجال للربّ في أن يسكن
داخل قلوبنا.
تتوجّه إلينا الكنيسة اليوم لتعلّمنا أهميّة التواضع في الحياة المسيحيّة
ولتدعونا إلى التشبّه بتوبة العشّار وصدقها وبالتزام الفرّيسيّ ومثابرته
وبهذا نجمع الأفضل من الشخصيّتين لنموّ حياتنا الرّوحيّة مع المسيح
وداخل الكنيسة!
فرّيسيّ أو عشّار؟ الخيار لك!
Share via:
