دير مار سمعان أيطو ودير حمطورة (بالصوَر)

في مقابل عدم العثور على أي وثيقة تشير إلى تاريخ بناء الدير، فإنّ المعلومات تؤكّد أنّه شيّد على أنقاض معبد كنعاني. ورُجِّح أيضاً أن يكون دير مار سمعان من الأديرة الرهبانيّة التي حوِّلت الى مارونيّة غداة تدمير دير مار مارون في القسم الأول من القرن العاشر وسكنه منذ عام 1557 العديد من النساك، منهم القسّ يوحنا بن نمرون الباني، إضافة الى أنّ مخطوط مار أنطونيوس الكبير المؤرخ عام 1533 يؤكد أنّ هذا الدير كان مأهولاً قبل القرن السادس عشر، كما يشير البطريرك إسطفان الدويهي في كتابه تاريخ الأزمنة أنّه “… في عام 1556 إضجع بالرب… الأسقف جبرائيل الإهدني… وخلع نفسه وسار الى دير مار سمعان أيطو…”.
وفي 2 آذار عام 1846 ، تسلّم الخوري يوسف الرزي من البطريرك يوسف راجي الخازن ( 1845- 1854) والمطران بولس موسى هذا الموقع بغية تشييد دير لسكنى الراهبات العابدات. وفي 7 تشرين الأول عام 1848 استُقدِمت الأخت أغاتا من دير مار الياس الراس لإدارة شؤونه فتكوّن من قاعات مختلفة. عام 1862 قدمت الراهبات العابدات طلباً إلى الأب العام إفرام جعجع ( 1862- 1875) ، للانضواء تحت قوانين الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة، فقبل الأب العام التماسهن عام 1863 وفق ما جاء في صك الوقفية: “… أنّه بتاريخه بموجب ولايتنا على دير مار سمعان القرن… الذين ابتدوا في عمار الدير المرقوم… الراهبات قاطنات الدير… وتكون تحت قانون الرهبانيّة بحسب منطوق قوانينهم…”. شُيِّد عام 1903 دير جديد بمحاذاة القديم للسكن فضّم أقبية مصلّبة وبرميلّية ومماشي متناسقة… عام 1923 إنهار الدير القديم ولم يتبق منه إلا الأقبية الشرقيّة، شُيِّدت فوقه غرف للزائرين. وخلال الأحداث اللبنانيّة الأخيرة ( 1975-1990) استقبل الدير العديد من العائلات… رُمِّم حديثاً ليضّم غرفاً وقاعات متناسقة.

——————-

حمَطوره، لفظةٌ سريانيَّةٌ يُرادُ بها “جبلُ الحميَّة”. فالرُّهبان كانوا يجتمعون في الدير للتزهّد فيتدرّبون، وعندما يَجهزون يرسُمُهم الرئيسُ رهبانًا كهنة كونه أسقفًا، ثمَّ ينطلقون للخدمة. ويُشبهونَ في انطلاقِهِم للخدمة تدفُّقَ ماءِ النبع، فلهذه الحركة سُمِّيَ الديرُ «جبلُ الحميَّة أو نبعُ الجبل».

والجبلُ مملوءٌ مناسِكَ كانت تَعِجُّ بالرهبانِ من كلِّ جنسيَّةٍ ولغة. وإذ كانت لغةُ جبلِ لبنانَ السريانيَّة، رَتَّلَ الرهبانُ صلواتِهم الجماعيَّةِ بالسريانيَّةِ واليونانيَّةِ والعربيَّةِ حسبَ طقوسِ الديرِ وترتيباتِهِ الأرثوذكسيّة.

دير رقاد والدة الإله – حمَطوره، الدير الرئيسيّ، وهو الأقدم بين أديرة الجبل. حَوَّلَهُ الرهبانُ من مركزٍ لعبادةِ الأوثانِ إلى ديرٍ على اسم والدةِ الإلهِ العذراء. ولا نعرفُ بالضبطِ متى نشأتْ أوَّلُ رهبانيَّةٍ فيهِ.

أمّا دير القدّيس جاورجيوس – حمَطوره فيعود إلى القرن الحادي عشر، يُذكر في مخطوطات من زمن القدّيس يعقوب الحمَطوري. فوق أحد أبواب الدير، تاريخ ترميمٍ يعود إلى القرن 18. ذكره أيضًا الرحالة الروسيّ باسيليوس بارسكي فالرهبان كانوا يقضون فترة الصيف فيه أمَّا في الشتاء فكانوا ينزلون إلى دير السيدة. لكنّ تعرضهم للكثير من الغزوات خاصة على يد ” الهاجريين” بحسب تعبيره جعلهم يستقرون في دير السيدة محتمين فيه.

اترك تعليقاً