يُعد عبد الحميد الزهراوي من أبرز زعماء النهضة السياسية في أواخر العصر العثماني، ومفكرًا وصحفيًا بارزًا، وأحد شهداء الحركة الوطنية السورية. وُلِد في مدينة حمص، ونشط منذ شبابه في مقاومة السياسة الحميدية قبل إعلان الدستور العثماني، حيث أصدر جريدة سرية أطلق عليها اسم “المنير”، وطبَعها على الجلاتين ووزعها سرا.
سافر الزهراوي إلى الأستانة، وساهم في تأسيس جريدة “معلومات التركية”، إلا أن السلطة الحميدية طردته إلى دمشق، فبدأ بالكتابة إلى جريدة “المقطم المصرية”. وعندما علم والي دمشق ناظم باشا بما يكتب، أرسله مخفورًا إلى الأستانة، إلا أن تدخل أبا الهدى الصيادي أدى إلى إعادة الزهراوي إلى حمص.
مع صدور الدستور العثماني عام 1908 م، عاد الزهراوي إلى دمشق وانتُخب مبعوثًا عن حماة، وشارك في تأسيس حزب الحرية والاعتدال وحزب الائتلاف المناهضين لجمعية الاتحاد والترقي التركية. كما أصدر جريدة “الحضارة” الأسبوعية، التي ساهمت في نشر الفكر السياسي والنهضوي.
وعند اندلاع الحرب العالمية الأولى، اعتقلته السلطات العثمانية، وحُكم عليه بالموت في «ديوان عالية العرفي»، ونُفذ الحكم شنقًا في دمشق في 6 أيار 1916 بأمر من السلطان جمال باشا السفاح.
إلى جانب نشاطه السياسي، كان الزهراوي عالمًا وأديبًا، وله مؤلفات منها رسالة «الفقه والتصوف» وكتاب «خديجة أم المؤمنين»، ما يبرِز تعدد اهتماماته بين الفكر الديني والسياسة والمجتمع.
