ناظم الغزالي

ناظم الغزالي صانع الأغنية العراقية الحديثة كما الأخوين رحياني وفيروز صنعوا الأغنية اللبنانية الحديثة وكما محمد عبدالوهاب وأم كلثوم وسيد درويش في مصر.
ناظم الغزالي هو من آل جبور أو جبوري من مدينة سامراء، وُلد في بغداد عام 1920 ودرس ثم التحق بمعهد الفنون الجميلة، واكتسب المعرفة بالمقام العراقي وعشق المدرسة المصرية الكلاسيكية مع أم كلثوم، ومحمد عبد الوهاب وفريد الأطرش وأسمهان وليلى مراد، فحفظ أغنياتهم وتميز بحنجرة صوتية مستوى تينور 2 أوكتاف وحضور رائع وآناقة في اللباس والنظافة فلفت انظار الناس. كما كان مثقفاً كتب عشرات المقالات في مجلة «النديم»، وألأف كتاباً “طبقات العازفين والموسيقيين”.
بدأ حضوره المنفرد في أغنية “هلا هلا” عام 1942 وانضم إلى فرقة الموشحات في إذاعة بغداد، فأجاد الموال والوصلات في ألوان المقامات العراقية، وساعدته دراسته للتمثيل على فن الشهيق والزفير. وقام الغزالي بجولة عربية بدأها في فلسطين عام 1948 ليغني للجيش العراقي وهناك التقى بعبد السلام عارف الذي أصبح لاحقاً رئيساً للجمهورية، وتمتنت الصداقة بينهما بسبب حب عارف لفن الغزالي والمقام العراقي. ثم سافر الغزالي إلى عدّة دول عربية حيث اشتهرت حفلاته وبات يُعرف بسفير الأغنية العراقية الجديدة بلوازم موسيقية ضمن توزيع موسيقي والآلات الغربية والشرقية، حتى أنّ الغزالي خلق الغناء العراقي الجديد كما فعل الأخوين رحباني وفيروز في لبنان.
غنى ناظم الغزالي للشعراء إيليا أبو ماضي وأحمد شوقي وأبو فراس الحمداني (أقول وقد ناحت بقربي حمامة)، ولأحمد شوقي: «شيّعت أحلامي بقلب باك» وللبهاء زهير «يا من لعبت به شمول»، ولإيليا أبي ماضي: «أي شيء في العيد أهدي إليك يا ملاكي»، وللمتنبي: «يا أعدل الناس»، وللعباس بن الأحنف «يا أيها الرجل المعذب نفسه».
تزوج من المطربة العراقية الشهيرة سليمة مراد عام 1953، فواجه احتجاجاً شعبياً بأنّها تكبره بعشر سنوات. وتعلّم على يدها غناء المقامات وقاما بإحياء حفلات مشتركة، وخاصة الحفل الغنائي الجماهيري الكبير عام 1958، ثم أقام الغزالي حفلات في لندن وباريس وبيروت حيث عشقه الشعب اللبناني فأقم في بيروت 35 حفلة غنائية واستضافه تلفزيون لبنان حيث سجّل عدداً كبيراً من أغانيه المشهورة. ثم سافر إلى الكويت، وسجّل قرابة عشرين في التلفزيون الكويتي. وله فيلم “يا سلام عالحب” مع المطربة اللبنانية نجاح سلام حيث غنى فيه “يا أم العيون السود».
في 23 تشرين الأول أكتوبر 1963 استيقظ من النوم وأثناء توجّهه إلى غرفة الحمام سقط أرضاً ليتوفى بعدساعات شاباً عن سن 43 عاماً.
له مئات الأغاني والمقامات ومما غنى: أقول وقد ناحت عيرتني بالشيب -فوق لنا خل (فوق النخل) – طالعة من بيوت أبوها – يا أم العيون السود – أحبك وأحب كل من يحبك – مروا عليه الحلوين – ميحانة ميحانة – على جسر المسيب.
وهذه كلمات فوق لَنا خلّ (أي حبيبي يسكن في المنزل العالي، وليس طبعاً فوق شجرة النخيل):
فوك إلنا خل فوك يابه فوك إلنا خل فوك
مدري لمع خده يابه مدري القمر فوك
والله ما اريده… باليني بلوه
متن وشعر وخدود يابه ميزك ربك
لهذا السبب يا هواي خلاني أحبك
والله معذبني وما عنده مروه
وينشدني البطران ليش وجهك أصفر
كل ما مر بيه يابه من درب الأسمر
والله سابيني بعيونه الحلوة
تسالني علتي امنين يابه وأنت سببها
كتبه عليه هاي يابه ربك كتبها
والله ماريده باليني بلوه
انه التعبت وياك يابه واعدمت حيلي
وأنت اطلعت بذات يابه ناكر جميلي
والله مااريده باليني بلوه
ماجوز انا من اهوي يابه مهما جفه وراح
اتمنه اعيش ويايه يابه ريحته قداح
والله ماريده باليني بلوه
خدك لامع يا هوايا عني وضوا على البلاد
ما قدر ع صبري الراحة عيني وتحمل ابعاد
والله معدبني بعيونه الحلوة
بقلم كمال ديب

اترك تعليقاً