في أواخر القرن التاسع عشر، شهدت بلدة شحتول سلسلة ظهورات عجائبية للسيدة العذراء مريم في مرتفعاتها، وتحديدًا في منطقة كان يرتادها الرعاة والفلاحون، حيث الكهوف التي احتموا بها من العوامل الطبيعية. دفع هذا الحدث الأهالي إلى وضع صورة للعذراء داخل إحدى المغارات، معتبرين الموقع مزارًا مقدسًا. كانت الأرض تابعة لأوقاف مار عبدا – القطين، فرفع الأمر إلى الأب يوسف حاتم أصاف، رئيس الدير، الذي تحقّق من الواقعة. وخلال سنوات قليلة، شيّدت كنيسة فوق المغارة، سُمّيت “سيدة القلعة” نسبة إلى موقعها الصخري. ونُقلت الصورة من المغارة إلى الكنيسة، غير أنها كانت تعود إلى مكان الظهور مرارًا بظاهرة غير مألوفة، ما اعتبره الأهالي تأكيدًا على قدسية الموقع. لاحقًا، جرى ترميم الكنيسة بمساعدة السيد كلاسي، وأصبح المزار مقصدًا روحيًا للمؤمنين من مختلف المناطق اللبنانية ومن بلاد الانتشار، إذ يؤمن الزائرون بشفاعة العذراء وعجائبها التي ما زالت حاضرة في وجدان المؤمنين وشهادات الأجداد.
